كتاب شعب الإيمان (اسم الجزء: 9)

فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَنْشُدُكَ اللهَ يَا مُعَاذُ، أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَنْ صَامَ رِيَاءً فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ رِيَاءً فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ صَلَّى رِيَاءً فَقَدْ أَشْرَكَ؟ "
فَقَالَ مُعَاذٌ: لَمَّا تَلَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ} [الكهف: 110]، الْآيَةَ، قَالَ: فَشَقَّ عَلَى الْقَوْمِ ذَلِكَ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفَلَا أُفَرِّجُهَا عَنْكُمْ؟ " فَقَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَرَّجَ اللهُ عَنْكَ الْهَمَّ وَالْأَذَى. قَالَ: " هِيَ مِثْلُ الْآيَةِ الَّتِي فِي الرُّومِ: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رَبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللهِ} [الروم: 39]، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §" مَنْ عَمِلَ رِيَاءً لَمْ يُكْتَبْ لَهُ وَلَا عَلَيْهِ ". قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ: وَهَذَا إِنْ صَحَّ يَشْهَدُ لِمَا اخْتَارَهُ الْحَلِيمِيُّ مِنَ الْوَجْهِ الْآخَرِ، وَقَوْلُهُ فَقَدْ أَشْرَكَ يُرِيدُ وَاللهُ أَعْلَمُ فَقَدْ أَشْرَكَ فِي إِرَادَتِهِ بِعَمَلِهِ غَيْرَ اللهِ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " أَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ "
6437 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَا الْحَسَنُ الطَّرَائِفِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ -[171]- سَعِيدٍ، نا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا، وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110]، أُنْزِلَتْ فِي الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ عَبَدُوا مَعَ اللهِ غَيْرَهُ وَلَيْسَتْ هَذِهِ فِي الْمُؤْمِنِينَ، فِي قَوْلِهِ: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 5] هُمُ الْمُنَافِقُونَ كَانُوا يُرَاؤُونَ الْمُؤْمِنِينَ بِصَلَاتِهِمْ إِذَا حَضَرُوا وَيَتْرُكُونَهَا إِذَا غَابُوا، وَيَمْنَعُونَهُمُ الْعَارِيَةَ بِغَضِّهِ لَهُمْ وَهِيَ الْمَاعُونُ ". كَذَا رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ وَقَدْ

الصفحة 170