كتاب شعب الإيمان (اسم الجزء: 10)

7160 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا الْحَسَنُ، نا أَبُو عُثْمَانَ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، سَمِعْتُ عَوَامَّ بْنَ سَمِيعٍ، قَالَ: " كَانَ سُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ يَمُرُّ بِاللَّحَّامِ يَأْخُذُ مِنْهُ لِقِطٍّ لَهُ، فَإِذَا هُوَ يُكَلِّمُ امْرَأَةً، قَالَ: تَقُولُ لَهُ: يَا سُلَيْمَانُ، مِنْ أَجْلِ قِطٍّ نُمْسِكُ عَنِ الْكَلَامِ؟ فَجَاءَ إِلَى مَنْزِلِهِ، §فَأَخْرَجَ الْقِطَّ فَطَرَدَهَا ثُمَّ صَارَ مِنَ الْغَدِ إِلَى اللَّحَّامِ فَوَعَظَهُ " قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " وَالسُّلْطَانُ الَّذِي يَتَعَاطَى الْفَوَاحِشَ، يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، لِأَنَّ السَّلْطَنَةَ هِيَ هَذَا، فَلَوِ انْقَبَضَتْ يَدُهُ عَنْهُ لَمْ يَكُنْ سُلْطَانًا، وَلَيْسَ مَنْ دُونَهُ فِي هَذَا مِثْلَهُ؛ لِأَنَّ الْقِيَامَ بِهَذَا الْأَمْرِ إِنَّمَا يَصِيرُ لَهُ عِنْدَ إِمْسَاكِ السُّلْطَانِ عَنْهُ لَعِلْمِهِ وَصَلَاحِهِ، فَإِذَا اخْتَلَّ صَلَاحُهُ فَقَدْ صَارَ مُسْتَحِقًّا لِلتَّغْيِيرِ عَلَيْهِ، فَلَا يَكُونُ مَعَ ذَلِكَ مُغَيِّرًا عَلَى غَيْرِهِ "
7161 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَحَّامُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، نا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: قِيلَ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: أَلَا تُكَلِّمُ فُلَانًا؟ قَالَ: وَاللهِ لَا أَقُولُ لِرَجُلٍ إِنَّكَ خَيْرُ النَّاسِ وَإِنْ كَانَ عَلَيَّ أَمِيرًا بَعْدَ أَنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ، فَيَدُورُ بِهَا فِي النَّارِ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ، فَتُطِيفُ بِهِ أَهْلُ النَّارِ فَيَقُولُونَ: يَا فُلَانُ مَا لَكَ؟ -[60]- مَا أَصَابَكَ؟ أَلَمْ تَكُنْ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ " أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ

الصفحة 59