كتاب الجامع في أحكام صفة الصلاة - الدبيان (اسم الجزء: 1)

وقال بعض الشافعية: من صلى على جنازة، فالمستحب أن ينظر إليها (¬١).
• دليل الجمهور على استحباب النظر إلى موضع السجود:
الدليل الأول:
(ح-١٢١٧) ما رواه الحاكم في المستدرك من طريق إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن محمد بن سيرين،
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزلت {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُون} [المؤمنون: ٢] فطأطأ رأسه (¬٢).
[الصحيح أنه مرسل] (¬٣).
---------------
(¬١). نهاية المحتاج (١/ ٥٤٦)، مغني المحتاج (١/ ٣٩٠).
(¬٢). المستدرك (٣٤٨٣).
(¬٣). ومن طريق الحاكم رواه البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٤٠٢).
الحديث مداره على ابن سيرين، ورواه عنه جماعة:
الأول: أيوب، عن ابن سيرين.
رواه إسماعيل بن علية، عن أيوب، واختلف على إسماعيل:
فرواه سعيد بن منصور كما في سنن البيهقي (٢/ ٤٠٢)،
ويعقوب بن إبراهيم (الدورقي) كما في تفسير الطبري، ت شاكر (٨/ ١٩)، كلاهما عن إسماعيل بن علية، عن أيوب مرسلًا.
ورواه الواحدي في أسباب النزول، ت زغلول (٦٢٦)، والحاكم في المستدرك (٣٤٨٣)، وعنه البيهقي (٢/ ٤٠٢)، من طريق أحمد بن يعقوب الثقفي (فيه جهالة)، أخبرنا أبو شعيب الحراني (صدوق)، حدثني أبي (ثقة)، حدثنا إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة موصولًا.
وهذا إسناد منكر، ولعل الحمل فيه على أحمد بن يعقوب الثقفي، وقد أكثر عنه الحاكم، وترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام (٧/ ٧٣٥)، فقال فيه: الزاهد العابد، نسيب أبي العباس السراج، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، فمثله لا يمكن احتمال مخالفته، فالمعروف ما رواه سعيد بن منصور والدورقي، عن ابن علية به، مرسلًا.
قال البيهقي بعده (٢/ ٤٠٢): «ورواه حماد بن زيد، عن أيوب مرسلًا، وهذا هو المحفوظ».
وقال الذهبي في تلخيص المستدرك: الصحيح مرسل.
كما رواه عبد الرزاق في المصنف (٣٢٦٢)، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، قال: كان =

الصفحة 488