كتاب الجامع في أحكام صفة الصلاة - الدبيان (اسم الجزء: 1)

أبي داود، فهؤلاء من فقهاء الصحابة، ومن كبارهم، وكان موضعهم من النبي صلى الله عليه وسلم أقرب، وملازمتهم له أكثر، فيكونون أحفظ، وأضبط من غيرهم، ويعلم أن ما نقلوه هو الغالب على فعله صلى الله عليه وسلم، لهذا كانت النصوص بالرفع إلى المنكبين راجحة بقوتها وصحتها على رواية الرفع إلى الأذنين، قاله إسحاق وابن المديني (¬١).
• دليل من قال: يرفع كفيه حذاء منكبيه:
الدليل الأول:
(ح-١٢٤٥) ما رواه البخاري من طريق مالك، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله،
عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة، وإذا كبر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع، رفعهما كذلك أيضًا، وقال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، وكان لا يفعل ذلك في السجود (¬٢).
الدليل الثاني:
(ح-١٢٤٦) ما رواه البخاري من طريق محمد بن عمرو بن حلحلة،
عن محمد بن عمرو بن عطاء، أنه كان جالسًا مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرنا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أبو حميد الساعدي: أنا كنت أحفظكم
---------------
(¬١). انظر كتاب رفع اليدين في الصلاة لابن القيم (ص: ٢٩٠).
(¬٢). رواه البخاري (٧٣٥) من طريق مالك.
ورواه البخاري (٧٣٦)، ومسلم (٢٣ - ٣٩٠) من طريق يونس بن يزيد.
ورواه البخاري (٧٣٨) من طريق شعيب بن أبي حمزة.
ورواه مسلم (٢١ - ٣٩٠) من طريق سفيان بن عيينة.
ورواه مسلم (٢٣ - ٣٩٠) من طريق عقيل بن خالد.
ورواه مسلم (٢٢ - ٣٩٠) من طريق ابن جريج، كلهم: (مالك، ويونس، وشعيب، وسفيان، وعقيل، وابن جريج) عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، وسوف أكشف إن شاء الله تعالى الفروق بين ألفاظ هذه الروايات عند الكلام على وقت التكبير، فانظره هناك.

وتابع سالمًا نافع، إلا أنه لم ذكر رفع اليدين للتكبير، ولم يذكر منتهاه، فرواه البخاري (٧٣٩) من طريق عبيد الله، عن نافع، أن ابن عمر كان إذا دخل في الصلاة، كبر، ورفع يديه، وإذا ركع رفع يديه، وإذا قال سمع الله لمن حمده رفع يديه، وإذا قام من الركعتين رفع يديه، ورفع ذلك ابن عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

الصفحة 543