كتاب الجامع في أحكام صفة الصلاة - الدبيان (اسم الجزء: 2)

حدثنا أبو هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة -قال أحسبه قال: هُنَيَّةً- فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: أقول: اللهم باعد بيني وبين خطايايَ، كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطايايَ بالماء والثلج والبرد.
ورواه مسلم من طريق جرير، عن عمارة بن القعقاع به (¬١).
فهذا نقل صريح بعدم الجهر بالاستفتاح.
الدليل الثاني:
(ح-١٣٠٧) ما رواه البخاري، قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة،
عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وعمر رضي الله عنهما كانوا يفتتحون الصلاة بـ {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين} [الفاتحة: ٢] (¬٢).
فهذا كان دليلًا على أنهم يسرون دعاء الافتتاح.
وورد عن عمر الجهر بدعاء الاستفتاح بلفظ كان يجهر الدال على الدوام.
(ث-٣٠٢) فقد روى مسلم من طريق الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، عن عبدة،
أن عمر بن الخطاب، كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك (¬٣).
تابعه الأسود بن يزيد، وعلقمة بن قيس، وحكيم بن جابر، وعمرو بن ميمون بأسانيد صحيحة (¬٤).
ولو لم يجهر عمر رضي الله عنه بهذا الافتتاح لم يثبت هذا الدعاء مرفوعًا.
---------------
(¬١). صحيح البخاري (٧٤٤)، وصحيح مسلم (١٤٧ - ٥٩٨).
(¬٢). صحيح البخاري (٧٤٣).
(¬٣). صحيح مسلم (٥٢ - ٣٩٩).
(¬٤). سبق تخريجه، انظر (ث-٢٩٩).

الصفحة 77