كتاب الجامع في أحكام صفة الصلاة - الدبيان (اسم الجزء: 3)

(ح-١٥٣٣) وروى أبو يعلى من طريق محمد بن عثمان، عن مُغَلِسٍ الخراسانيِّ، عن أيوب ابن يزيد، عن أبي رَزِين،
عن عمرو بن عَبْسَة رضي الله عنه، قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في الصبح: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس} وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الفلق: جهنم.
[ضعيف] (¬١).
---------------
= وله طرق أخرى عن عقبة تركتها اقتصارًا، فقد رواه زياد بن الأسد، وفروة بن مجاهد اللخمي ومشرح بن هاعان وغيرهم عن عقبة بن عامر.
ويلاحظ على متون هذه الروايات الاختلاف بما يأتي:
حديث عقبة في مسلم: (ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط، قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس).
فهذا نص على أن عقبة كان يعلم قرآنية السورتين من أول ما أنزلت السورتان.
بينما في رواية الثوري، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عقبة أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المعوذتين، أمن القرآن هما؟
وفي حديث معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث، عن القاسم، عن عقبة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الذي بدأ عقبة بالكلام ولم يسأله عقبة، حيث قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا عقبة ألا أعلمك خير سورتين قرئتا.
وفي رواية خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طلب من عقبة أن يقرأ سورة الفلق، فلقنه إياها حتى قرأها، وليس فيه ذكر لسورة الناس، ولم يذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صَلَّى بها، وإنما حَرَّضَ على الصلاة بها، حيث قال: ما قمت تصلي بمثلها.
وفي رواية عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاةالغداة (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس)، وليس فيه أن ذلك في السفر.
وفي بعضها أن عقبة طلب من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقرئه سورة هود أو يوسف، فأخبره النبي - صلى الله عليه وسلم - أنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله ولا أبلغ عنده من أن تقرأ سورة الفلق.
وفي بعض الروايات سيق الحديث بالتعوذ بسورة الفلق والناس، وليس فيه الصلاة بهما، وفي بعض الروايات قراءتهما في الصبح والمساء، وفي رواية: إذا نمت وإذا قمت.
ولولا أن أبا حاتم وأبا زرعة الرازي والدمشقي وأحمد بن صالح صححوه من طريق معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن القاسم، عن عقبة لقلت: إن المحفوظ هو رواية مسلم، وما عداه مضطرب، وهم أعلم، والله تعالى الأعلم.
(¬١). رواه في مسنده كما في إتحاف الخيرة المهرة (١٣٠٠).
وسنده ضعيف، محمد بن عثمان وأيوب بن يزيد مجهولان، ومغلس الخراساني كناه ابن أبي الدنيا بأبي عليٍّ كما في صفة النار (٤٤). ولم أقف له على ترجمة.

الصفحة 166