كتاب الجامع في أحكام صفة الصلاة - الدبيان (اسم الجزء: 3)

وجه الاستدلال:
أن أبا بكر رضي الله عنه له سنة متبعة، كما جاء في حديث العرباض بن سارية: قال - صلى الله عليه وسلم -: ... عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وهو حديث مشهور.
* وأجيب بأكثر من جواب:
الجواب الأول:
حمل ابن عبد البر والقرطبي وأبو الوليد الباجي وابن قدامة وغيرهم أن هذا من قبيل الدعاء، وليس على طريقة القراءة في الصلاة.
قال ابن عبد البر عن قراءة أبي بكر: «إنما هو ضرب من القنوت والدعاء لما كان فيه من أهل الردة» (¬١).
ونقل ذلك القرطبي في تفسيره ونسبه للعلماء (¬٢).
وقال نحوه أبو الوليد الباجي في المنتقى (¬٣).
وقال ابن قدامة: «ما فعله الصديق رحمه الله إنما قصد به الدعاء، لا القراءة؛
---------------
= عن الصنابحي بنحوه. وسنده صحيح.
وله شاهد ضعيف، رواه البيهقي في الشعب (٨٣٤) من طريق أبي العباس محمَّد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبَّار، حدثنا ابن فُضَيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبيد الله القرشي، عن عبد الله بن عُكَيم قال: صليت خلف أبي بكر المغرب، فلما قعد في الركعة الثانية كأنما كان على الجمر حتى قام، فقرأ فاتحة الكتاب، ثم قال: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}.
وفي إسناده أحمد بن عبد الجبار ضعيف،
وكذلك عبد الرحمن بن إسحاق بن سعد بن الحارث، متفق على ضعفه،
قال البخاري: منكر الحديث.
وقال أحمد: ليس بشيء، منكر الحديث.
وشيخه عبيد الله القرشي، لم أعرفه.

(¬١). الاستذكار (١/ ٤٢٩).
(¬٢). تفسير القرطبي (٤/ ٢٠).
(¬٣). المنتقى شرح الموطأ (١/ ١٤٧).

الصفحة 30