كتاب الجامع في أحكام صفة الصلاة - الدبيان (اسم الجزء: 3)

يقول ابن القيم في الهدي: «وهذا كما أن هديه - صلى الله عليه وسلم - كان تطويل القراءة في الفجر، وكان يخففها أحيانًا، وتخفيف القراءة في المغرب، وكان يطيلها أحيانًا، وترك القنوت في الفجر، وكان يقنت فيها أحيانًا، والإسرار في الظهر والعصر بالقراءة، وكان يسمع الصحابة الآية فيها أحيانًا، وترك الجهر بالبسملة، وكان يجهر بها أحيانًا» (¬١).
وقال صاحب فيض الباري: «ثبتت القراءة بالسورة أيضًا، فلا مناص إلا بالقول بالجواز، وهو قول فخر الإسلام منا، وهو الأصوب عندي، ولعل الأكثر من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - تركها، وهو السنة» (¬٢).
وبهذا الجمع نكون قد أعملنا كلا الدليلين، والله أعلم.

* * *
---------------
(¬١). زاد المعاد (١/ ٢٤٠).
(¬٢). فيض الباري (٢/ ٥٧٣).

الصفحة 55