كتاب الجامع في أحكام صفة الصلاة - الدبيان (اسم الجزء: 3)

فكان التسبيح مصحوبًا بالحمد، فدل على مشروعيته فيه.
* ويناقش:
بأن قوله: {حِينَ تَقُوم} يحتمل أكثر من معنى:
الأول: قيل المعنى، إذا قمت من نومك فقل: سبحان الله وبحمده.
الثاني: حين تقوم من المجلس، فيكون ذلك كفارة له.
الثالث: حين تقوم في الصلاة، فيكون دليلًا على مشروعية دعاء الاستفتاح، اختاره ابن شعبان من المالكية (¬١).
الرابع: أن معنى {{وَسَبِّحْ}: أي صَلِّ، قال الطبري: «أولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: وصلِّ بحمد ربك حين تقوم من منامك ... وإنما قلت: هذا القول أولى القولين بالصواب، لأن الجميع مجمعون على أنه غير واجب أن يقال في الصلاة: سبحانك وبحمدك» (¬٢).
وفي كل هذه الأقوال ليس في الآية ما يدل على التسبيح في السجود.
الدليل الثالث:
(ح-١٦٩٤) ما رواه أبو داود، قال: حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا الليث يعني ابن سعد، عن أيوب بن موسى أو موسى بن أيوب، عن رجل من قومه،
عن عقبة بن عامر، بمعناه وزاد، قال: فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ركع قال: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثًا، وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثًا.
قال أبو داود: وهذه الزيادة نخاف أن لا تكون محفوظة (¬٣).
[هذه الزيادة منكرة] (¬٤).
---------------
(¬١). مواهب الجليل (١/ ٤٦٩.
(¬٢). تفسير الطبري ت شاكر (٢٢/ ٤٨٨).
(¬٣). سنن أبي داود (٨٧٠).
(¬٤). الحديث رواه الليث بن سعد، عن موسى بن أيوب، واختلف عليه:
فرواه عبد الله بن صالح، كما في المعجم الكبير للطبراني (١٧/ ٣٢٢) ح ٨٩٠، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ١٨٤) حدثني موسى بن أيوب، عن رجل من قومه قد سماه، عن عقبة بن عامر به وزاد في حديثه: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ركع قال: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات، =

الصفحة 584