كتاب الجزائر الثائرة

من جمع أهل العلم المتنورين حوله والتعاون معهم على النهوض بالحركة الإصلاحية، والتجديد، واليقظة الإسلامية بالجزائر.
وبتلك الأواصر الوثقى التي لا تنصر الطائفة المصلحة إلا بها، والتي نستشفها أو نستروحها من قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتي الله بأمره" استطاع كل واحد من أقطاب الجمعية أت يتقمص روح الإمام وشخصيته ويسير بكل إخلاص، وبكل جهد على النهج الذي رسمه، وبالروح التي كان يمتاز بها. فإذا بالإبراهيمي، والميلي، والتبسي، والورتلاني يحملون لواء الدعوة كما حملها رئيسهم بعزيمة قوية، وإرادة صارمة، ورغبة لا يختلط في نبعها حق بباطل، ولا نور بظلمة، ولا لون بلون لأن ارتباط كل واحد بالجمعية، وارتباطه برئيسها ارتباط روح بروح، وقلب بقلب، ومبدأ بمبدأ، وهدف بهدف، ومصير بمصير، وهو أن تتحرر الأمة من الجهل والجمود، والإستعمار وأن تنطلق في بناء الحياة ووضع التاريخ.
ومن عمق النظر في مواهب الفضيل وخصائصه وتتبع مختلف حياته الجهادية تبين لهم الأفق البعيد المشرق الذي يجمع الفضيل بأستاذه الإمام وأيقن أن القدوة الحسنة تصنع في الإنسان ما لا يصنعه التعليم، فقد كان الإمام في نظر الفضيل المثال الأعلى لما يجب أن يكون عليه المصلح المجدد: عقيدة راسخة، وتفكير عميق، ونظرة بعيدة، وشخصية قوية، واستماتة في خدمة الإسلام واللغة العربية، وحياة كلها جهاد متواصل لا يعرف الفتور.
رأى الفضيل كل ذلك في أستاذه الإمام وتأثر به ونزعت نفسه أن يكون مثله فكان!!.
ولا ضرو أن يكون .. فهو مرشح ومتهيء لذلك منذ طفولته وشبابه المبكر.

الصفحة 22