كتاب الجزائر الثائرة

التي تبعث على الأسى والحزن حتى عزم على إنقاذهم، والنهوض بهم إلى المستوى اللائق مهما واجهه في ذلك من متاعب ومشاق، صحيح أنها مغامرة قد تبوء بالفشل ولكن ذلك لم يكن يهمه بقدر ما يهمه فعل ما أمكن من جهد فمن بصيص اليقين ما يبدد الظلام، ومن قليل الحق ما يكتسح الباطل، فالمهما عنده أن يتحرك ويحاول ويبذل الجهد ...
وما هي إلا أشهر قليلة حتى جمع كلمة العمال الجزائريين وأخذ يعلمهم الإسلام الصحيح، ويرشدهم إلى الطريق الأمينة، وقام بحركة أدبية دينية تهذيبية كان لها أثرها العميق في نفوس أبناء الجزائر!!
وكان الأستاذ الفضيل يتعرف على مختلف الشرائح الجزائرية، ثم يحاول أن يقف على ما في عقولهم من نزوعهم إلى الحق، وما في نفوسهم من طموح إلى الخير، وما في أذواقهم من صبوة إلى الجمال، فينميها حسب طاقاتها، ويتيح لها المجال، ويعطيها من تجربته وخبرته، ما ينعشها ويعدها للحياة، وتلك طريقته في معالجة النفوس التي أشفق عليها أن تذوي كما يذوي النبات المكروب والأمل المخيب!!
نفخ فى أبناء الجزائر هناك الروح الوطنية الصادقة، وطهر عقولهم مما نقلوه من زائف المدينة، وجراثيم الإلحاد، وسخافات اجتماعية بالية قذرة!!
وبعد جهاد شاق متواصل وعمل دائب منتظم ظهرت مدارس وأندية في مختلف المدن الفرنسية باسم (التهذيب) وانطلقت تؤدي رسالتها التربوية والتعليمية، من تنظيم المحاضرات الدينية وإلقاء الدروس التربوية، وفي هذه الرحلة الميمونة، والنهضة المباركة البناءة في أرض فرنسا يقول المرحوم الشيخ البشير الإبراهيمي: " .. جاوز البحر سنة 1936 بموافقة من الأستاذ الرئيس، ومني ليرد على الضالين من أبناء قومه هداية الإسلام، ويرد على الناشئين هناك من أبنائهم ما أضاعه الوسط من دين

الصفحة 24