كتاب الجزائر الثائرة

الخطابة واللغة الأمازيغية لا تقل عن قدرته بالعربية وقد قيل أنه ألقى خطابا ذات يوم في حشود من أبناء الجزائر بفرنسا، سحر القلوب، وخلب الألباب، ولما نزل من المنصة ارتفعت أصوات من القاعة باللغة الأمازيغية تبدي الأسف من غموض الخطاب، فصعد إلى المنصة مرة أخرى فألقى خطابا بالأمازيغية اهتزت له القاعة.
وهكذا كانت الخطابة أحد العناصر الأولية البارزة التي نبغ بها الفضيل بفرنسا وبلغ بها مكان الزعامة في الشرق العربي. وحقق بها نجاحا باهرا في مختلف الأوساط ..
ولما اتسعت الحركة بفرنسا وثقلت الأعباء على الأستاذ الفضيل، أمده أستاذه بنخبة من رجال العلم والإصلاح فشدوا أزره، ورفعوا جميعا صوت الإسلام والعروبة عاليا بأرض فرنسا وساروا على المنهجية التي رسمها االأستاذ الفضيل وكلهم إيمان بأن كافة معارفهم وأفكارهم وجهودهم يجب أن تكون في خدمة الإسلام والمسلمين، وأن الظلمات التي ترين على القلوب والعقول لا تزول إلا بالنور: نور العلم ونور الدعوة الصادقة، والجهد المتواصل.
وظل الأستاذ الفضيل في فرنسا يؤدي رسالة جمعية العلماء المسلمين، بكل ما أوتي من شجاعة قلب، ومضاء عزيمة، وقوة بيان، وزاد حركة الفضيل دعم وامتداد انضمام شخصيات علمية شرقية إليها، فاجتمع الشمل على إحياء المسلمين هناك وتواجد الصف، وانطلقوا جميعا في طريق الدعوة والإصلاح مدفوعين بإرادة قوية، ورغبة في الجهاد الفكري والقلم جامحة، وكان ممن انتظموا في الحركة بدروسهم ومحاضراتهم: الشيخ عبد الرحمن تاج، والشيخ محمد دراز، وهما من كبار علماء مصر، والأستاذ عمر بهاء الأميري السوري.

الصفحة 26