كتاب الجزائر الثائرة

"هي ثورة يجدها صاحبها في ذاته حين يخلو، فالسجن ينشرها، ولا يطويها، ويعرف أصحابها أن سلفهم حملوها تحت مطارق العذاب من كل لون، فالعذاب دائما يصل يومهم بأمسهم، وينزع كل دعي من قافلتهم حتى إذا أبلغ الأمر صداه فلم تعد عين الله تقع منهم إلا على صدق وهمة أشرق النور من خلال العتمة القاسية، وانبلج وجه الصبح بسنة الله التي لا تختلف حتى إذا استأيس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا (¬1).
ومن كلمات المجاهد الإسلامي الكبير الفضيل الورتلاني قول في مقال بعنوان: "اقتدوا بخصومهم أيها العرب":
"لعل أبرز صفة في اليهود وأقواها على نجاح سياستهم العالمية هي المهارة في استغلال الفرص بل وفي خلقها في كثير من الأحيان. فما من حادثة ذات أهمية تقع في جانب من جوانب الكرة الأرضية إلا وتجدهم أسبق الناس إلى دراستها ومحاولة الاستفادة من آثارها الحسنة والسيئة إلى السواء وعلى العكس من ذلك فلعل أبلد الناس في هذا المعنى بالذات هم حكام العرب .. " (¬2).
وقوله من مقال: تحت هذا العنوان: "هل يعرف العرب هذه الحقائق عن فلسطين؟ ".
"أيها العرب، أيها المسلمون، إليكم أسوق الكلام لمرة أخرى عن فلسطين، وأنا أعلم أنكم قد مللتم الكلام عن فلسطين لأنكم ألفتموه من عشرات السنين حتى ما بقي ضرب من ضروب البيان في النظم وللنشر إلا وقد مر على أسماعكم يحمل اسم فلسطين، ومآسات فلسطين وكارثة فلسطين، والدعوة إلى التضحية بالمال والأنفس في سبيل فلسطين وإلى غير ذلك من صراخ وبكاء
¬__________
(¬1) - مجلة (المسلمون) ع. 1 م. 5 رمضان 1375 هـ نيسان 1956.
(¬2) - البصائر العدد 290 سبتمبر 1954.

الصفحة 29