كتاب الجزائر الثائرة

وعويل على فلسطين، على أننا نقوم بملء الفضاء بتلك الصيحات من الأقوال مزهويين، كأن اليهود يملأون بالأفعال صامتين ومتواضعين" (¬1).
وقوله في مقال بعنوان: (محنة اللغة في الجزائر):
"إن اللغة العربية مظهر مقدس من مظاهر كرامة الأمة التي تحترم نفسها وعنوان مجدها ووجودها ولا يجوز أن يقل اعتبار اللغة العربية في مجال الكرامة من اعتبار العلم والنشيد الوطنيين.
واللغة العربية ليست لغة الجزائريين وحدهم، وإنما هي لغة الأمة العربية قاطبة، وعنوان كرامتها ووجودها، فمن أهان اللغة العربية فإنما يهين العرب أجمعين، هذا هو المنطق يوم كان للمنطق سلطان على فكر الإنسان، وعلى أساس هذا المنطق أتحدث إليكم اليوم أيها العرب عما أصاب لغتكم من إهانة واضطهاد في عقر دارها .. في الجزائر، وعما ألحقه المستعمرون الفرنسيون في أرضها من ازدراء واحتقار (الجزائر الثائرة ص 82).
وممن له بهم علاقة قوية من رجال العلم والفكر والقلم والسياسة الشيخ محمد عبد اللطيف دراز وكيل الجامع الأزهر، والأستاذ محمد بدرة وزير الشؤون الإجتماعية بتونس، والأستاذ محمد محمود الزبيري وزير معارف الييمن، والأستاذ محمد الوزاني رئيس حزب الشورى بمراكش، والأستاذ محمد خيدر مندوت حزب الشعب الجزائري، والأستاذ محمد علي الطاهر رئيس اللجنة الفلسطينية بالقاهرة، والسيد أحمد حلمي رئيس حكومة فلسطين، (ذكرنا هؤلاء بمناصبهم في ذلك العهد) والشيخ فهمي هاشم الوزير الأردني في المملكة السعودية، الحاج الأمين الحسيني مفتي فلسطين، والأستاذ القليبي، والحبيب بورقيبة رئيس حزب
¬__________
(¬1) - البصائر العدد 286 سبتمبر 1954.

الصفحة 30