كتاب الجزائر الثائرة

الحر الدستوري التونسي، وشاعر العروبة وأندونيسيا علي أحمد باكير، والشاعر محمود جبر المعروف (بشاعر آل البيت)، والأستاذ كامل كيلاني، والأستاذ ساطع الحسري، والدكتور محمد عبد الله دراز والأستاذ حسن البنا.
والكلمة الجامعة هي أن للأستاذ الورتلاني صلات ودية بمشاهر العلم والقلم، ورواد النهضة الفكرية، ورجال السياسة في الشرق والغرب، وله مع الكثير منهم مكاتبات في مختلف الأغراض والمجالات، لا سيما فيما يخص تحرير الشعوب الإسلامية المستعمرة.
ذلك - قارئي العزيز - الأستاذ العلامة الفضيل الورتلاني أحد النماذج الإنسانية التي يبعثها الله في هذه الأمة كلما شاع المبطلون، وكثر الضالون، وطغى المفسدون، وتسلط المتجبرون، يبعثهم للجهاد في سبيله، والدفاع عن سننه ومقاومة الشر وأهله حتى يستقيم ميزان العدل، فينتصر بهم الضعيف، ويسعد بهم المجتمع، ويذل بهم الظالم، ويأمن الخائف ..
أدرك الفضيل رسالته في الحياة فحملها .. وأداها خير أداء .. وجاهد بالفكر الحر والكلمة الصريحة، وطرح جانبا حياة الراحة والنعيم، والأنس بالأهل في الوطن، وآثر عليه حياة التعب والسهر والغربة، واقتحام الصعاب، ومنازلة الخطوب، ومخاطر الأسفار، وكان بإمكانه أن يبقى بالجزائر مع زوجه وأهله، وقد كانت له فيها شهرة واسعة، ومكانة مرموقة، وأثر فعال في تنوير العقول، وتهذيب النفوس وحفز القرائح، ولكن الأستاذ الفضيل عرف نفسه حق المعرفة وتغلغل في أعماقها ليعرف ما يستطيع وما لا يستطيع، ورسم لحياته غاية اتخذ لها هذا الطريق الشاق الذي بغيره لا تتحقق هذه الغاية التي لا تعرف المحاباة ولا التزييف والحدود الضيقة أو المصطنعة.

الصفحة 31