كتاب الجزائر الثائرة

هذا الدكتور ابن جلول، رئيس جمعية النواب السابق، وأكبر المعتدلين من كان ينعته المتحمسون بصنيعه فرنسا والاستعمار، يقول هذا المعتدل الكبير في تصريح لشركة "روتر":
لم يعد لنا أي ثقة في فرنسا، ولم يبق إلا السير وراء الثورة ورجالها ويقول: إن فرنسا التي عجزت عن حماية رئيسها، لا تستطيع أن تحمي الجزائريين، وأن الذي يجب أن يحمي الجزائر، هو الجيش الجزائري، والبوليس الجزائري.
وهذا الدكتور عيسى بن سالم، من طراز ابن جلول يقول لمراسل "نيزويك": نحن مسلمين، قد فقدنا كل ثقة بفرنسا، وحوادث كل يوم، تزيدنا اقتناعا، بأن العنف يؤدي إلى نتائج إيجابية، وهو يعني بذلك استفحال أمر الثورة.
وهذا الأستاذ صلاح مصباح، رئيس المجلس الجزائري السابق، ومن أعرق الأسر المعتدلة الموالية لفرنسا يقول:
إن الدم يجب الآن أن يبذل بشكل متزايد، ونحن المعتدلين، لا ندعي، أن في وسعنا السيطرة على شعبنا، لأن 95./. منهم خاضعون، لسيطرة المقاتلين الوطنيين، التابعين لجيش التحرير، هذا وإن الذي يعرف الأوضاع في الجزائر جيدا، ليتأكد ويغمره اليقين بأن فرنسا، بعد خسارة أولئك المعتدلين، لم يبق لها في الجزائر، من تستطيع أن تستميله إليها ولو بذلت أغلى ما يبذله الخادعون الماكرون من المستعمرين.
وإذا كان المعتدلون على لسان الأستاذ مصباح، يعترفون علنا بأن 95 بالمائة خاضعون للثوار، فإن الذي يقدره مثلي في الواقع، أن الخاضعين للثوار هم 99./. وكسور، ومع ذلك فلا يخجل حكام فرنسا، أن يصفوا الثوار للدنيا، بأنهم جماعة من اللصوص وقطاع الطرق، وهم يحسبون أنهم بهذا الأسلوب من الدعاية، إنما يخدمون قضيتهم، والواقع أنهم بهذا الأسلوب الصغير، إنما يزيدون في النار اشتعالا، لأن معنى الثوار لصوص، أن الأمة الجزائرية كلها لصوص، وهذا نوع من

الصفحة 370