كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وكثبانُ مسكٍ قد جُعِلْنَ مقاعدًا ... لِمَنْ دونَ أصحابِ المنابر تُعلم
فبينا همُ في عيشِهم وسرورهم ... وأرزاقُهُم تجري عليهم وتُقْسَمُ
إذا همْ بنورٍ ساطعٍ أشْرَقَتْ له ... بأقطارها الجنَّاتُ لا يُتَوَهَّمُ
تَجَلَّى لَهُمْ ربُّ السماوات جهْرَةً ... فيضحَكُ فوقَ العرشِ ثُمَّ يُكَلِّمُ
سَلَامٌ عليكم يسمعون جميعُهُم ... بآذانهم تَسْليمَه إذْ يُسَلِّمُ
يقولُ سَلوني ما اشْتَهَيْتُمْ فَكُلُّ ما ... تُريدونَ عندي، إنَّني أنا أرْحَمُ
فقالوا جميعًا: نحنُ نسْألُكَ الرضا ... فأنْتَ الَّذي تولي الجميلَ وترحمُ
فيعطيهم هذا، ويُشهِدُ جمعهم ... عليه، تعالى اللَّهُ، فاللَّهُ أكرمُ
فيا بائعًا هذا ببخسٍ مُعَجَّلٍ ... كأنَّك لا تَدري، بلى سوفَ تَعْلَمُ
فإنْ كُنْتَ لَا تدري فتلكَ مصيبةٌ ... وإنْ كنتْ تَدْري فالمصيبة أعظمُ (¬١)
فصل
وهذا كتابٌ اجتهدتُ في جمعه وترتيبه وتفصيله وتبويبه، فهو للمَحْزونِ سَلْوَةٌ، وللمشتاق إلى تلك العرائسِ جَلوة، محرِّكٌ للقلوب إلى أجلِّ مطلوبٍ، وحادٍ للنفوس إلى مُجاورة الملك القدوس، ممتعٌ
---------------
= المعجم الوسيط ص (٦٤٨). والصحاح (٢/ ١٧٦٧).
(¬١) هذه الأبيات قطعة من "القصيدة الميميَّة" للمؤلف، وقد ذكر قطعة كبيرة منها في "طريق الهجرتين" (ص/ ٥١ - ٥٥)، وقُرئت على المؤلف كما في ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي (٢/ ٤٥١ - ٤٥٢).

الصفحة 15