كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

من السَّماءِ: أنْ صَدَقَ عبدي، فأفرشوهُ من الجنَّة، وألبسوهُ من الجنَّة، وافتحُوا له بابًا إلى الجنَّة، قال: فيأتيه من رَوْحِها وطيبها" (¬١) ، وذكر الحديث.
وفي "الصحيحين" (¬٢) من حديث أنس بن مالك رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنَّ العبدَ إذا وُضِعَ في قبره، وتولَّى عنه أصحابه، وإنَّه ليسمع قَرْعَ نعالِهم قال: فيأتيه ملكان فيقعدانه، فيقولان له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرجل؟ قال: فأمَّا المؤمنُ فيقول: أشهدُ أنَّه عبدُ اللَّهِ ورسوله، قال: فيقولان له: انظر إلى مقعدك من النَّارِ، قد أبدلك اللَّه به مقعدًا من الجنَّة. قال نبيُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فيراهما جميعًا".
---------------
(¬١) أخرجه أحمد في مسنده (٤/ ٢٨٧، ٢٨٨، ٢٩٥، ٢٩٧)، وأبو داود (٣٢١٢، ٤٧٥٣، ٤٧٥٤) والنسائي (٤/ ٧٨)، وابن ماجه (١٥٤٨) و (١٥٤٩) والحاكم (١/ ٩٣) رقم (١٠٧) وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" (٢/ ٤٥٩)، وابن منده في الإيمان (١٠٦٤)، والبيهقي في إثبات عذاب القبر رقم (٢١) و (٤٣) وغيرهم.
من طريق زاذان عن البراء بن عازب فذكره.
والحديث صحَّحه: أبو عوانة وابن منده والحاكمُ والبيهقي وابن القيم وغيرهم.
قال ابن القيم في الروح ص (٩١): "هذا حديث ثابتٌ مشهورٌ مُسْتفيض، صححه جماعة من الحفاظ، ولا نعلمُ أحدًا من أئمة الحديث طعن فيه، بل رووه في كتبهم وتلقوه بالقبول، وجعلوه أصلًا من أصول الدِّين في عذاب القبر ونعيمه، ومساءلة منكر ونكير، وقبض الأرواحِ وصعودها إلى بين يدي اللَّهِ، ثمَّ رجوعها إلى القبر. . . ".
(¬٢) أخرجه البخاري برقم (١٣٠٨)، ومسلم برقم (٢٨٧٠)، واللفظ لمسلم.

الصفحة 34