كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وفي "الصحيحين" (¬١) من حديث أبي هريرة رضي اللَّهُ عنه: "حُجِبت الجنَّة بالمكاره، وحُجِبَتِ النَّارُ بالشهوات".
وفي "الصحيحين" (¬٢) من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه عن النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "اختصمت الجنَّة والنَّارُ، فقالت الجنَّة يا ربِّ مالها إنَّما يدخلها ضُعَفَاءُ النَّاس وسَقَطُهُم؟ وقالت النَّارُ: يا رب ما لها يدخلها الجبَّارون والمتكبرون؟ فقال: أنت رحمتي أصيبُ بكِ مَنْ أشاءُ، وأنت عذابي أصيبُ بكِ من أشاءُ، ولكلِّ واحدةٍ منكما ملؤها".
وفي "الصحيحين" (¬٣) من حديث (ابن عمر رضي اللَّه عنهما) (¬٤) عن النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه قال: "اشْتكتِ النَّارُ إلى ربِّها فقالت: أي ربِّ أكلَ بعضي بعضًا، فأذنَ لها بنَفَسَين: نفسٍ في الشِّتاء، ونفسٍ في الصَّيف".
وروى الَّليثُ بن سعد عن معاوية بن صالح عن عبد الملك بن أبي بشير -رفع الحديث- قال: "ما من يوم إلَّا والجنَّة والنَّار يسألان، تقولُ الجنَّة: يا ربِّ قد طابت ثمرتي، واطَّردت (¬٥) أنهاري، واشْتَقْتُ إلى أوليائي، فعجِّل إليَّ بأهلي، وتقول النَّارُ: اشتدَّ حرِّي، وبَعُدَ قَعْري،
---------------
(¬١) أخرجه البخاري رقم (٦١٢٢)، ومسلم رقم (٢٨٢٣).
(¬٢) أخرجه البخاري رقم (٧٠١١)، ومسلم رقم (٢٨٤٦)، واللفظ للبخاري.
(¬٣) أخرجه البخاري رقم (٥١٢)، ومسلم رقم (٦١٧) من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه.
(¬٤) كذا في جميع النسخ، والصوابُ (أبي هريرة رضي اللَّه عنه).
(¬٥) أي: جَرَتْ. انظر: الصحاح (١/ ٤٢٧).

الصفحة 42