كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

ويؤيد هذا التفسير حديث أنس المرفوع: "هن عجائزكم العُمْش الرمص" (¬١) رواه الثوري، عن موسى بن عبيدة، عن يزيد الرقاشي عنه.
ويؤيده ما رواه يحيى الحماني، حدثنا ابن إدريس، عن ليث، عن مجاهد، عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- دخل عليها وعندها عجوز، فقال من هذه؟ فقالت: إحدى خالاتي، قال: أما إنه لا يدخل الجنة العجز، فدخل العجوز من ذلك ما شاء اللَّه، فقال النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (٣٥) } [الواقعة: ٣٥] "خلقًا آخر، يحشرون يوم القيامة حُفاةً عُراةً غُرْلًا، وأول من يُكْسَى إبراهيم خليل الرحمن"، ثم قرأ النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (٣٥) } [الواقعة: ٣٥] (¬٢) .
---------------
(¬١) أخرجه الترمذي رقم (٣٢٩٦)، وابن أبي الدنيا رقم (٢٨٧)، وهناد في الزهد (٢١)، والطبري في تفسيره (٢٧/ ١٨٥ - ١٨٦)، وأبو نعيم في صفة الجنَّة رقم (٣٩٠)، والبغوي في تفسيره (٨/ ١٤) وغيرهم.
من طريق الثوري ووكيع ومروان بن معاوية ومحمد بن ربيعة وغيرهم كلهم عن موسى بن عبيدة به نحوه.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعًا إلَّا من حديث موسى بن عبيدة، وموسى بن عبيدة ويزيد بن أبان الرَّقاشي: يُضَعَّفان في الحديث".
(¬٢) أخرجه البيهقي في البعثِ رقم (٣٧٩) من طريق يحيى الحماني به.
- ورواهُ معتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم به نحوه.
وفيه "إنَّ اللَّهَ ينبت بهنَّ خلقًا غير خلقهنَّ".
أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (٢/ ١٤٢).
- ورواهُ الحسن بن صالح بن حي عن ليث عن مجاهد قال: "دخلَ النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكره مرسلًا نحو لفظ معتمر".
أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رقم (١٨٦).
وهذا الاضطراب من ليث بن أبي سُليم، فإنَّه اختلط، وكان يرفع أشياء =

الصفحة 490