كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
عن عائشة رضي اللَّه عنها: "أن نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أتته عجوز من الأنصار فقالت: يا رسول اللَّه ادع اللَّه أن يدخلني الجنة، فقال نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن الجنة لا يدخلها عجوز" فذهب نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فصلى ثم رجع إلى عائشة فقالت عائشة: لقد لَقِيَتْ من كلمتك مشقة وشِدَّة، فقال نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن ذاك كذاك، إن اللَّه تعالى إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارًا" (¬١) .
وذكر مقاتل قولًا آخر -وهو اختيار الزجاج- أنهن الحور العين التي ذكرهن.
"قيل: أنشأهن اللَّه عز وجل لأوليائه لم يقع عليهن ولادة (¬٢) .
والظاهر أن المراد به أنشأهن اللَّه تعالى في الجنة إنشاء، ويدل عليه وجوه:
أحدها: أنه قد قال في حقِّ السَّابقين: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (١٨) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (١٩) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا
---------------
(¬١) أخرجه الطبراني في الأوسط (٤/ ١٥٤) رقم (٥٥٤٥)، وأبو نعيم في صفة الجنَّة (٣٩١).
- وقد خُولف مسعدة بن اليسع، خالفه عَبْدَة.
فرواهُ عبدة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب، قال: قلتُ له: أكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يمازح؟ قال: نعم، أتته عجوز من الأنصار فذكر مثله.
أخرجه هنَّاد في الزهدِ رقم (٢٤).
وهذا هو الصواب مرسل، وحديث مسعدة ضعيف جدًّا، ولعلَّ هذا المرسل مع مرسل الحسن يشدُّ بعضهما بعضًا.
(¬٢) انظر: تفسير مقاتل (٣/ ٣١٤)، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج (٥/ ١١٢).