كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

أسكنها آدم، فقال بعض المتكلمين: كان بستانًا جعله اللَّه تعالى له امتحانًا، ولم تكن جنَّة المأوى". وذكر بعض الاستدلال على القولين.
وممَّن ذكر الخلاف أيضًا أبو عيسى الرُّمَّاني (¬١) في "تفسيره" واختار أنَّها جنَّة الخلد، ثمَّ قال: "والمذهبُ الَّذي اخترناهُ، قول الحسن وعمرو وواصل وأكثر أصحابنا، وهو قول أبي علي، وشيخنا أبي بكر، وعليه أهل التفسير".
واختار ابن الخطيب التوقف في المسألة، وجعله قولًا رابعًا فقال:
"والقولُ الرَّابع: أنَّ الكل مُمْكن، والأدلة متعارضة (¬٢) ، فَوَجَبَ التَّوقف وترك القطع".
قال منذر بن سعيد: "والقولُ بأنَّها جنَّةٌ في الأرض ليست جنَّة الخُلْد قول أبي حنيفة وأصحابه قال: وقد رأيتُ أقوامًا نهضوا لمخالفتنا في
---------------
= الذهبي: "كان من أذكياء المتكلمين". له "المفردات" وهو مشهورٌ، والتفسير، وغيرهما، توفي في حدودِ سنة (٤٥٠ هـ).
انظر: "سير أعلام النبلاء": (١٨/ ١٢٠ - ١٢١) مع الحاشية.
(¬١) هو علي بن عيسى بن علي أبو الحسن الرُّمَّاني ولد سنة (٢٩٦ هـ)، إمامٌ مشهورٌ في النحو والكلام، وكان معتزليًّا، قال القفطي: "وكان مع اعتزاله شيعيًا" له نحو مائة مؤلف كالتفسير وغيره، توفي سنة (٣٨٤ هـ).
انظر: "تاريخ بغداد": (١٢/ ١٧)، و"طبقات المفسرين" للداوودي: (١/ ٤٢٣ - ٤٢٥). تنبيه: الصواب (ابن عيسى) بدل (أبو عيسى).
(¬٢) في "مفاتيح الغيب": (١/ ٥)، و"مفتاح دار السعادة": (١/ ١٤٩)، و"الأدلة النقلية ضعيفة ومتعارضة" بدلًا من "والأدلة متعارضة".

الصفحة 50