كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

ويكونون في ذلك على حسب منازلهم في القِلَّة والكثرة كالخدمِ والولدان.
وإمَّا أنْ يُرادَ أنَّه يعطى قوَّة من يُجامع هذا العدد، ويكون هذا هو المحفوظ، فرواهُ بعض هؤلاء بالمعنى فقال: له كذا وكذا زوجة.
وقد روى الترمذي في "جامعه" من حديث قتادة عن أنس رضي اللَّه عنه عن النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يُعطى المؤمنُ في الجنَّة قوَّة كذا وكذا من الجماع، قيل: يا رسول اللَّهِ أوَ يطيقُ ذلك؟ قال: يعطى قوَّة مئة" (¬١) هذا حديث صحيح، فلعلَّ من رواهُ "يفضي إلى مئة عذراء" (¬٢) رواهُ بالمعنى أو يكون تفاوتهم في عدد النساء بحسب تفاوتهم في الدرجات، واللَّه أعلم.
ولا ريبَ أنَّ للمؤمن في الجنَّة أكثر من اثنتين، لِمَا في "الصحيحين" (¬٣) ، من حديث أبي عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد اللَّه
---------------
(¬١) أخرجه الترمذي (٢٥٣٦)، والطيالسي في مسنده (٢١٢٥)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنَّة (٢٧٥)، وابن حبان (٧٤٠٠)، والبزار في مسنده (٤/ ١٩٨) رقم (٣٥٢٦)، والبيهقي في البعثِ رقم (٤٠٢).
من طريقِ عمران القطان عن قتادة عن أنس فذكره.
قال الترمذي: "هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه من حديث قتادة عن أنس إلَّا من حديث عمران القطان".
وقد تقدَّم في ص (٣٩٦) في حديث زيد بن أرقم ". . . إنَّ أحدهم ليُعْطى قوَّة مائة رجلٍ في الأكلِ والشرب والجماع والشهوة. . "
(¬٢) كما تقدم في ص (٥٠٣)، من حديث ابن عباس.
(¬٣) تقدم في الباب (٥١) في ص (٤٥٣ - ٤٥٤).

الصفحة 505