كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وذكر الإمام أحمد، عن جابر بن عبد اللَّه: "أنه رآه عمر ومعه لحم قد اشتراه لأهله بدرهم، فقال: ما هذا؟ قال: لحم اشتريته لأهلي بدرهم، فقال: أوكلما اشتهى أحدكم شيئًا اشتراه! أما سمعت اللَّه تعالى يقول: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} [الأحقاف: ٢٠] (¬١) .
وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا جرير بن حازم، قال: حدثنا الحسن قال: قدم وفد أهل البصرة مع أبي موسى على عمر، فكنا ندخل عليه كل يوم وله خبز يُلَتُّ (¬٢) ، ربما وافقناها مأدومة بالسمن، وربما وافقناها مأدومة بالزيت، وربما وافقناها مأدومة باللبن، وربما وافقنا القدائد (¬٣) اليابسة، قد دقت ثم أغلي بها، وربما وافقنا اللحم الغريض وهو قليل، فقال ذات يوم: إني واللَّه قد أرى تعذيركم (¬٤) وكراهيتكم لطعامي، إني واللَّه لو شئت لكنت من ألينكم
---------------
(¬١) أخرجه أحمد في الزهد رقم (٦٥١).
من طريق الأعمش عن بعض أصحابه قال: مرَّ جابر بن عبد اللَّه فذكره.
- ورواهُ عبد اللَّه بن عمر العمري -ضعيف- عن وهب بن كيسان عن جابر فذكر نحوه.
أخرجه أبو داود في الزهدِ رقم (٦٤).
وهذا يدلُّ على أنَّ للحديث أصلًا ثابتًا.
(¬٢) اضطربت النسخ في هذه الَّلفظة، ففي "أ، هـ" "ثلاثة"، وفي "ب، ج، د" "ثلثة". ولعلَّ الصوابُ ما أثبته كما جاء عند ابن المبارك وغيره.
واللَّتُّ: الخلطُ.
(¬٣) وقع في "ج": "القرائد".
(¬٤) في "د": "تقديركم"، وفي نسخةٍ على حاشية "أ" "تعزيركم". والتعذير: التقصير في الأكلِ.

الصفحة 525