كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

وذكر أبو نعيم أيضًا: من حديث أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: إذا سكن أهل الجنَّة الجنَّة، أتاهم مَلَكٌ يقول: إنَّ اللَّه تبارك وتعالى يأمركم أنْ تزوروه، فيجتمعون فيأمر اللَّهُ تبارك وتعالى داود عليه الصلاة والسلام، فيرفع صوته بالتسبيح والتهليل، ثمَّ توضع مائدة الخُلْد، قالوا: يا رسول اللَّه وما مائدة الخلد؟ قال زاوية من زواياها أوسع مما بين المشرق والمغرب، فيطمعون، ثمَّ يسقون، ثمَّ يكسون فيقولون: لم يبقَ إلَّا النظر في (¬١) وجه ربنا عزَّ وجلَّ، فيتجلَّى لهم فيخرون سُجَّدًا، فيقال لهم: لستم في دار عملٍ، إنَّما أنتم في دار جزاء" (¬٢) .
وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا أبو موسى إسحاق بن إبراهيم الهَرَوِي حدثنا القاسم بن يزيد المَوصِلي حدثنا أبو إلياس قال: حدثني محمد ابن علي بن الحسين قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (¬٣) .
---------------
(¬١) في "هـ": "إلى".
(¬٢) أخرجه أبو نعيم في صفة الجنَّة رقم (٣٩٧).
وفيه الحارثُ الأعور ضعيفٌ، واتُّهِم بالكذب، وخالد بن يزيد هو أمير العراق ضعيف وأحاديثه تدل على وهائه.
انظر: لسان الميزان (٢/ ٤٥٠ - ٤٥١).
(¬٣) أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنَّة رقم (٥٤)، والآجري في الشريعة رقم (٦٢٦)، وأبو نعيم في صفة الجنَّة رقم (٤١١)، كما في الحديث الآتي.
قال المنذري: "رواه. . . . هكذا معضلًا، ورفعه منكر".
وقال ابن كثير: "وهذا مرسل ضعيف غريب، وأحسن أحواله أنْ يكون من كلام بعض السلفِ فَوَهِمَ بعضُ رواته فجعله مرفوعًا، وليس كذلك واللَّه أعلم" النهاية (٢/ ٤٠٦).

الصفحة 578