كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

الباب الثاني والستون: في ذكر السحاب والمطر الَّذي يصيبهم في الجنَّة (¬١)
قد تقدَّم في حديث سوق الجنَّة أنَّه يغشاهم يوم الزيارة سحابةٌ من فوقهم، فتمطر عليهم طيبًا لم يجدوا مثلَ ريحه قطُّ (¬٢).
وقال بقية بن الوليد: حدثنا بَحِيْر بن سعد عن خالد بن مَعْدَان عن كثير بن مُرَّة قال: "إنَّ من المزيد أنْ تمرَّ السحابة بأهل الجنَّة، فتقول: ماذا تريدون أنْ أمطركم؟ فلا يتمنون شيئًا إلَّا مُطِرُوا" (¬٣).
وقال ابن أبي الدنيا: حدثني أزهر بن مروان، حدثنا عبد اللَّه بن عبد اللَّه (¬٤) الشيباني عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن صَيْفِي اليماني (¬٥)، قال: سأله عبد العزيز بن مروان عن وفد أهل الجنَّة قال: إنَّهم يفدون إلى اللَّهِ سبحانه كلَّ خميس فيوضع لهم أسرَّة، كلُّ إنسانٍ منهم أعرف بسريره منك بسريرك هذا الَّذي أنت عليه، فإذا قعدوا عليه وأخذ القومُ مجالسهم قال تبارك وتعالى: أطعموا عبادي وخلقي وجيراني ووفدي، فيطعموا، ثمَّ يقول: أسقوهم، قال: فيأتون بآنية من ألوانٍ شتَّى مختمة (¬٦) فيشربون منها، ثمَّ يقول: عبادي وخلقي وجيراني
---------------
(¬١) قوله: "في الجنَّة" سقط من "ج".
(¬٢) انظر: ص (٥٧٢).
(¬٣) تقدم ص (٥١١).
(¬٤) كذا في جميع النسخ. وجاء عند ابن أبي الدنيا "عرادة". ولعله هو الصوابُ.
(¬٥) في "ب، د"، وابن أبي الدنيا: "اليمامي".
(¬٦) في "أ، ب، ج": "مجتمعة"، والمثبت من "هـ" وابن أبي الدنيا.

الصفحة 582