كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

من الأعوام، وليأتينَّ عليه يومٌ وهو كظيظ من الزحام
وإنْ سألت عن تصفيق الرياح لأشجارها فإنَّها تستفز بالطرب لمن يسمعها.
وإنْ سألت عن ظِلِّها ففيها شجرة واحدة يسير الرَّاكبُ المجدُّ السريع في ظلها مئة عام لا يقطعها.
وإنْ سألت عن سعتها فأدنى أهلها يسير في ملكه وسرره وقصوره وبساتينه مسيرة ألفي عام.
وإنْ سألت عن خيامها وقبابها فالخيمة الواحدة من دُرَّةٍ مجوَّفة طولها ستون ميلًا من جملة الخيام
وإنْ سألت عن علاليها وجواسقها (¬١) فهي غرف من فوقها غرف مَبْنِية، تجري من تحتها الأنهار.
وإنْ سألت عن ارتفاعها فانظر إلى الكوكب الطالع، أو الغارب في الأفق الَّذي لا تكاد تناله الأبصار.
وإنْ سألت عن لباس أهلها فهو الحرير والذهب.
وإنْ سألت عن فرشهم فبطائنها من إستبرق مفروشة في أعلى الرُّتَب.
---------------
(¬١) الجواسق: جمع جَوْسَق: فارسي معرَّب، وهو تصغير قصر "كوشك" أي: صغير. انظر: المعرَّب للجواليقي ص (٥٣).

الصفحة 599