كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

فالحسنى: الجنَّة، والزيادة: النظر إلى وجْهِهِ الكريم، كذلك فسَّرها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الَّذي أُنزِلَ عليه القرآن، والصحابة من بعده، كما روى مسلم في "صحيحه" (¬١) من حديث حمَّاد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب رضي اللَّه عنه قال: قرأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} قال: إذا دخل أهلُ الجنَّة الجنَّةَ، وأهل النَّارِ النَّارَ، نادى منادٍ: يا أهل الجنَّة إنَّ لكم عندَ اللَّهِ موعدًا يريدُ أنْ ينجزكموهُ، فيقولون: ما هو؟ ألم يثقِّل موازيننا، وَيُبَيِّضْ وجوهنا، ويدخلنا الجنَّة ويجرنا من النَّارِ؟! فيكشف الحجابَ فينظرون إليه فما أعطاهم شيئًا أحبَّ إليهم من النظر إليه، وهي الزيادة".
وقال الحسن بن عرفة: حدثنا سلم بن سالم البلخي عن نوح بن أبي مريم عن ثابت عن أنس -رضي اللَّه عنه- قال: "سُئِلَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن هذه الآية: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} قال للذين أحسنوا العمل في الدنيا الحسنى: وهي الجنَّة، والزيادة: النظر إلى وجه اللَّه تعالى" (¬٢) .
---------------
(¬١) رقم (١٨١) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت به فذكره.
وقد وقع في الحديث اختلاف على ثابت، وسيأتي بيانه ص (٦٩٣).
(¬٢) أخرجه الحسن بن عرفة في جزئه رقم (٨٥)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٦ / رقم ١٠٣٤٠)، والدارقطني في الرؤية رقم (٥٧)، واللالكائي في أصول الاعتقاد رقم (٧٧٩) وغيرهم.
من طريق نوح بن أبي مريم عن ثابت به فذكره.
وهو حديث باطل لا يصح، فإنَّ نوحًا هذا متروك الحديث، وقد اتهمه بعضهم.

الصفحة 610