كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

وفي "تفسير أسباط بن نصر" عن إسماعيل السُّدي عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس، وعن مُرَّة الهمداني عن ابن مسعود {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ} فقال: "أمَّا الحسنى: فالجنَّة، وأمَّا الزيادة: فالنظر إلى وجه اللَّه، وأمَّا القترُ: فالسَّواد" (¬١) .
وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى وعامر بن سعد وإسماعيل بن عبد الرحمن السُّدي، والضحاك بن مُزاحم وعبد الرحمن بن سابط وأبو إسحاق السَّبيعي وقتادة وسعيد بن المسيب والحسن البصري وعكرمة مولى ابن عباس ومجاهد بن جبر: الحُسْنَى: الجنَّة، والزيادة: النظر إلى وجه اللَّه (¬٢) .
وقال غير واحدٍ من السَّلفِ في الآية: {وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ} [يونس: ٢٦]: بعد النظر إليه، والأسانيد بذلك صحيحة.
ولمَّا عطفَ سبحانه الزيادة على الحسنى التي هي الجنَّة؛ دلَّ على أنَّها أمرٌ آخر وراء الجنَّة، وقدرٌ زائدٌ عليها، ومن فسَّرَ الزيادة بالمغفرة والرضوان (¬٣) ، فهو من لوازم رؤية الرَّبَّ تبارك وتعالى.
---------------
(¬١) ذكره اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد رقم (٧٨٧) عن ابن أبي حاتم.
وسنده ضعيف, كما تقدم الكلام عن هذه السلسلة ص (٣٥٩ و ٣٦٤).
(¬٢) انظر: الرؤية للدارقطني رقم (٢٠٨، ٢١٤، ٢١٦, ٢١٧، ٢٢١، ٢٢٣، ٢٢٤)، والطبري (١١/ ١٠٥ - ١٠٧) والمصنف لابن أبي شيبة (٧/ ١٦٩)، وشرح أصول الاعتقاد (٧٨٩ - ٧٩٨).
(¬٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٩٤٥) رقم (١٠٣٤٣)، والطبري =

الصفحة 615