كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 2)

انطلقوا إلى إبراهيم -صلى اللَّه عليه وسلم- فإن اللَّه اتخذه خليلًا، فينطلقون إلى إبراهيم، فيقول: ليس ذاكم عندي، انطلقوا إلى موسى -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ فإن اللَّه عز وجل كلمه تكليمًا، فيقول موسى -صلى اللَّه عليه وسلم-: ليس ذلك عندي، ولكن انطلقوا إلى عيسى بن مريم -صلى اللَّه عليه وسلم- فإنَّه كان يُبْرئُ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى، فيقول عيسى: ليس ذاكم عندي، انطلقوا إلى سيد ولدِ آدم (¬١) ، إلى محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، فليشفع لكم إلى ربَّكُم عزَّ وجلَّ، قال: فينطلقُ فيأتي جبريل ربه تبارك وتعالى فيقول اللَّه عزَّ وجلَّ: ائذن له وبشِّرهُ بالجنَّة، فينطلقُ به جبريل -صلى اللَّه عليه وسلم- فيخر ساجدًا قدرَ جُمُعة، ويقولُ اللَّه عزَّ وجلَّ: ارفع رأسَك، وقُلْ يُسمع، واشْفع تُشَفَّع، قال: فيرفع رأسه فإذ انظر إلى وجه ربِّه خرَّ ساجدًا قدْر جُمُعةٍ أخرى، فيقول اللَّه عزَّ وجلَّ: ارفع رأسك وقل يُسمع، واشفع تُشفَّع، قال: فيذهب ليقع ساجدًا فيأخذ جبريل بِضَبْعَيه فيفتح اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عليه من الدعاء شيئًا لم يفتحه على بشرٍ قط، فيقول: أي رب خلقتني سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من تنشق الأرض (¬٢) عنه يوم القيامة ولا فخر، حتَّى إنَّه ليرد على الحوض أكثر مما بين صنعاء وأيلة، ثم يقال: ادعوا الصديقين فيشفعون، ثم يقال: ادعوا الأنبياء، قال: فيجيء النَّبي ومعهُ العِصَابة، والنَّبي ومعه الخمسة والستة، والنَّبي وليس معه أحد، ثمَّ يقال: ادعوا الشهداء فيشفعون لمن أرادوا، قال: فإذا فعلتِ الشهداء ذلك، قال: يقول اللَّه عزَّ وجلَّ: أنا أرحمُ الرَّاحمين ادْخِلوا جنَّتي من كان لا يشرك بي شيئًا،
---------------
(¬١) جاء في المسند بعد "آدم" "فإنه أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة".
(¬٢) من المسند و"ج، د، هـ".

الصفحة 627