كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

الغَبْنِ (¬١) بيعُ ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطرَ على قلب بشر، في أبدٍ لا يزول، ولا ينفذُ = بصُبَابَة (¬٢) عيشٍ، إنَّما هو كأضغاث أحلام، أو كطيفٍ (¬٣) زارَ في المنَام، مَشوبٍ بالنُّغَصِ (¬٤) ، ممزوجِ بالغُصَصِ (¬٥) ، إنْ أضحك قليلًا أبكى كثيرًا، وإن سَرَّ يومًا أحزنَ شهورًا، آلامُهُ تزيدُ على لذَّاتِهِ، وأحزانه أضعافُ أضعاف مَسَرَّاتِهِ، أوله مخَاوف، وآخرُهُ مَتَالِف.
فيَا عَجبًا من سفيهٍ في صورة حكيم (¬٦) ، ومعتوهٍ في مِسْلَاخ (¬٧) عاقلٍ، آثر (¬٨) الحظ الفاني الخسيس، على الحظِّ الباقي النفيس، وباع جنَّةً عرضها السموات والأرض؛ بسجنٍ ضيِّقٍ بين أرباب العاهات (¬٩) ، ومساكن طيِّبةً في جنَّات عدن تجري من تحتها الأنهارَ، بأعْطَانٍ (¬١٠)
---------------
(¬١) الغبن: النقص، الصحاح (٢/ ١٥٨٩).
(¬٢) الصُّبابة: البقيَّة من الماءِ في الإناء، الصحاح (١/ ١٧٦)، والمعنى: بحياةٍ قصيرة.
(¬٣) الطائف: ما كان كالخيال، يلمُّ بالشخص. المعجم الوسيط ص (٥٩٨).
(¬٤) النغص: الكدر، الصحاح (١/ ٨٣٠).
(¬٥) الغُصَصَ: ما اعترض في الحَلْق من شجى أو طعام أو شراب. الصحاح (١/ ٨٢١)، والمعجم الوسيط ص (٦٨٦).
(¬٦) في "هـ": "حليم".
(¬٧) المسْلاخ: الإهاب، أي: الجلد، الصحاح (١/ ٣٧٠)، والمعجم الوسيط ص (٤٦٨).
(¬٨) في "ب" "ءآثر" بالاستفهام، وهو محتمل، والمثبت أقرب.
(¬٩) في "ب، ج، د، هـ" ونسخة على حاشية "أ" "العاهات والبليات".
(¬١٠) الأعطان جمع عَطَن، وهو مبارك الإبل عند الماء لتشرب عَلَلًا بعد نَهَلٍ. =

الصفحة 9