كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: المقدمة)
ثالث عشر جمادى الأولى، سنة ثلاث وتسعين".
وقد جعلتها أصلًا لما تتميَّز به هذه النسخة من مميزات تنفرد ببعضها عن النسخ الأخرى.
وأهم هذه المميزات ما يلي:
١ - أنَّها معارضة ومقابلة على أصلٍ غير الأصل المنقول منه.
٢ - أنَّها بخط أحد العلماء، وهو ممن انتهت إليه رئاسة المذهب الشافعي بحماة، مع الدين والتواضع والعفَّة والانكباب على المطالعة والتصنيف والمشاركة في الأدب وغيره، وحسن الخط.
٣ - أنَّها نسخة متقنة ومضبوطة ضبطًا جيِّدًا (¬١) ، حيث ضَبَط الألفاظ المُشْكِلَة، وأشار إلى ما له أكثر من وجه في ضبط الكلمة ورمز له بـ "معا".
٤ - أنَّهُ جاء في نهاية النسخة تاريخ تأليف الكتاب فقال: "ذكر المؤلِّف رحمه اللَّه أنَّه فرغ منه عشية عرفة عند الثلث الأخير من الليل سنة خمس وأربعين وسبعمائة"، ولا يخفى ما في هذا النص العزيز من أهمية وفائدة (¬٢) .
_________
(¬١) ومن عنايته بالخط والكتابة أنَّه عمل منظومة نحو تسعين بيتًا في علم الخط وصناعة الكتاب ثمَّ عمل شرحًا لهذه المنظومة. الضوء اللامع (١٠/ ١٣٠).
(¬٢) قد يُسْتَدلُّ من هذا التاريخ أنَّ تأليف كتاب "الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة" كان سنة (٧٤٥) هـ أو بعدها؛ لأنَّ المؤلف ذكر كلامًا من "حادي الأرواح" في ذلك الكتاب واللَّه أعلم.