كتاب حاشية الروض المربع (اسم الجزء: 2)

فإن لم يقدر على الرفع المسنون رفع حسب إمكانه (¬1) ويسقط بفراغ التكبير كله (¬2) وكشف يديه هنا وفي الدعاء أفضل (¬3) ورفعهما إشارة إلى رفع الحجاب بينه وبين ربه (¬4) (كالسجود) يعني أنه يسن في السجود وضع يديه بالأرض حذو منكبيه (¬5) .
(ويسمع الإمام) استحبابا بالتكبير كله (من خلفه) من المأمومين ليتابعوه (¬6) وكذا يجهر بـ «سمع الله لمن حمده» (¬7) .
¬__________
(¬1) أو لم يمكنه رفعهما إلا بالزيادة على المسنون رفعهما، لإتيانه بالسنة وزيادة هو مغلوب عليها، أو كانا في ثوبه رفعهما حيث يمكن.
لحديث وائل: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في الشتاء، فرأيت أصحابه يرفعون أيديهم في ثيابهم، رواه أبو داود.
وفي رواية: فرأيت الناس عليهم جل الثياب، تتحرك أيديهم تحت الثياب.
(¬2) يعني رفع اليدين، لأنه سنة فات محلها، ثم يحطهما من غير ذكر.
(¬3) لأن كشفهما أدل على المقصود، وأظهر في الخشوع.
(¬4) ذكره ابن شهاب، أو ليستقبل بجميع بدنه، وفي التمهيد وغيره: ورفعهما عند أهل العلم تعظيم لله تعالى، وابتهال إليه، واستسلام له، وخضوع للموقوف بين يديه، واتباع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(¬5) لحديث أبي حميد الآتي وغيره.
(¬6) فيه لقوله: «إذا كبر فكبروا» و «يسمع» من سمعه بالتشديد، أو أسمعه أي جعله يسمعه.
(¬7) أي وكذا يستحب لإمام أن يجهر بقول: سمع الله لمن حمده، ليحمد
المأمومون عقبه، لقوله عليه الصلاة والسلام «وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد» ولا يسن جهره بالتحميد، بل يقوله سرا، و (يجهر) بفتح الياء، ويجوز ضمها، يقال جهر بالقراءة ونحوها، وأجهر إذا أعلنها.

الصفحة 16