كتاب حاشية الروض المربع (اسم الجزء: 2)

وإخراج رحله وثيابه ليصيبها (¬1) لقول أنس: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، فحسر ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: لم صنعت هذا؟ قال: لأنه حديث عهد بربه، رواه مسلم (¬2) وذكر جماعة: ويتوضأ ويغتسل (¬3) لأنه روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول إذا سال الوادي «اخرجوا بنا إلى الذي جعله الله طهورا فنتطهر به» (¬4) وفي معناه ابتداء زيادة النيل ونحوه (¬5) .
¬__________
(¬1) أي المطر، وهو الاستمطار وروى الشافعي، وغيره أن ابن عباس أمر غلامه بإخراج فراشه ورحله ليصيبه المطر، فقيل له: لم تفعل؟ فقال: أما تقرأ {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا} فأحب أن تصيب البركة فراشي ورحلي، والرحل في الأصل مركب للبعير، وما يستصحبه من الأثاث، وهو المراد هنا.
(¬2) حسر ثوبه أي عن بعض بدنه، و «حديث عهد بربه» ، أي جديد قريب لم يتناول بعد، ولم يتغير بملابسة شيء.
(¬3) منهم صاحب الإقناع، وفي المنتهى: الغسل، وجزم بهما الشافعية، واقتصر الموفق والشارح على الوضوء.
(¬4) رواه الشافعي مرسلاً، فيدل على المشروعية، و «سال الوادي» أي سال ماؤه.
(¬5) كالأنهار والعيون، ولم أره لغيره من الأصحاب ولا غيرهم، ولم يرد به أثر، ولا يصح فيه القياس.

الصفحة 559