كتاب حاشية الروض المربع (اسم الجزء: 4)

يفتتح بالصفا، ويختم بالمروة (¬1) ويجب استيعاب ما بينهما في كل مرة (¬2) فيلصق عقبه بأصلهما إن لم يرقهما (¬3) فإن ترك مما بينهما شيئًا ولو دون ذراع، لم يصح سعيه (¬4) (فإن بدأ بالمروة سقط الشوط الأول) فلا يحتسبه (¬5) .
¬__________
(¬1) أي يفتتح سعيه بالصفا لقوله صلى الله عليه وسلم «ابدءوا بما بدأ الله به» وهو قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ} فبدأ تعالى بالصفا، ولا يبدأ إلا بالأهم، وعن ابن عباس أنه قرأ الآية: وقال: نبدأ بالصفا، اتبعوا القرآن، فما بدأ به القرآن فابدءوا به، ويختم بالمروة، لقول جابر: فلما كان آخر طوافه يعني عند المروة قال: «لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، ولجعلتها عمرة» .
(¬2) فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم رقى الصفا والمروة.
(¬3) أي أصل الصفا والمروة، بأول الدرج، والراكب يفعل ذلك بدابته.
(¬4) لتركه جزءا من المسعى الذي يجب استيعابه بالسعي.
(¬5) لمخالفة فعل النبي صلى الله عليه وسلم المستفيض عنه، ولأمره صلى الله عليه وسلم بالبداءة بالصفا، كما رواه النسائي وغيره، أنه قال: «ابدءوا بما بدأ الله به» وعن جابر «نبدأ بما بدأ الله به» فبدأ بالصفا، وقرأ {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ} بيانا لمراد الله، وتقريرا وصححه الترمذي، وقال: والعمل على هذا عند أهل العلم، أنه يبدأ بالصفا قبل المروة، فإن بدأ بالمروة قبل الصفا لم يجزئه، وبدأ بالصفا.

الصفحة 120