لأن لفظ البنين وضع لذلك حقيقة (¬1) قال تعالى {أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ} (¬2) (إلا أن يكونوا قبيلة) كبني هاشم، وتميم، وقضاعة (¬3) (فيدخل فيه النساء) (¬4) لأن اسم القبيلة يشمل ذكرها وأُنثاها (¬5) (دون أولادهن من غيرهم) (¬6) لأنهم لا ينتسبون إلى القبيلة الموقوف عليها (¬7) .
¬__________
(¬1) قالوا: فاختص الوقف بهم، وتقدم رجحان دخولهم، وإن وقف على بناته دخل فيهن البنات، دون غيرهن، لا الخنثى المشكل، قال الشارح: لا نعلم في ذلك خلافًا.
(¬2) وقال {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ} وقال {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} وتقدم أن عيسى من ذرية آدم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن «إن ابني هذا سيد» الحديث.
(¬3) إلا أن يكون من وقف عليهم – من بنيه أو بني فلان – قبيلة كما مثل.
(¬4) أي يدخل النساء في الوقف، مع الذكور والخناثى، لقوله: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} .
(¬5) وإنما دخلوا في الاسم إذا صاروا قبيلة، لأن الاسم نقل فيهم عن الحقيقة إلى العرف، ولهذا تقول المرأة – إذا انتسبت – أنا من بني فلان. وقلن:
نحن جوار من بني النجار ... يا حبذا محمدًا من جار
(¬6) أي غير قبيلة بني فلان الموقوف عليهم، فلا يدخلون في الوقت.
(¬7) وإنما ينسبون لآبائهم، ويدخل أولادهن منهم، لوجود الانتساب حقيقة وتقدم القول بدخولهم بدليله ولا يدخل مواليهم لأنهم ليسوا منهم.