كتاب حياة الصحابة (اسم الجزء: 4)

نعم، رضيت» ، ثم أقبل عليَّ فقال: إنكم تقولون يا معشر العراق: إنَّ أرجَى آية في كتاب الله {ياعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً} {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (سورة الزمر، الآية: 53) قلت: إنا لنقول ذلك، قال: ولكنا أهل البيت نقول: إنَّ أرجَى آية في كتاب الله {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} (سورة الضحى، الآية: 5) وهي الشفاعة. كذا في الكنز.
قول بريدة في أمر الشفاعة أمام معاوية
وأخرج أحمد عن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنه أنه دخل على معاوية رضي الله عنه فإذا رجل يتكلم، فقال بريدة: يا معاوية تأذن لي في الكلام؟ فقال: نعم - وهو يرى أنه سيتكلم بمثل ما قال الآخر - فقال بريدة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إني لأرجو أن أشفع يوم القيامة عدد ما على الأرض من شجرة ومدرة» ، قال: فترجوها أنت يا معاوية ولا يرجوها علي رضي الله عنه؟ كذا في التفسير لابن كثير.
جواب جابر بن عبد الله لمن كذَّب بالشفاعة
وأخرج ابن مردويه عن طَلْق بن حبيب قال: كنت من أشد الناس تكذيباً بالشفاعة، حتى لقيت جابر بن عبد الله رضي الله عنه، فقرأت عليه كل آية أقدر عليها يذكر الله فيها خلود أهل النار، فقال: يا طَلْق أتراك أقرأ لكتاب الله وأعلم بسنة رسول الله مني؟ إن الذين قرأت هم أهلها هم المشركون، ولكن هؤلاء قوم أصابوا ذنوباً فعُذِّبوا ثم أُخرجوا منها، ثم أهوى بيديه إلى أذنيه فقال: صُمَّتا

الصفحة 61