كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

له» (¬١)، أي: الرؤيا الصالحةُ، وقد ثَبَت من طريقٍ أخرى (¬٢) إثباتُ هذه الصفة، فلولا إرادتُها عند عدم ذكرها التناقض (¬٣) الحَصْران، وهذا حذفٌ غريبٌ، أعني: حذفَ شيءٍ مقصودٍ بالحصر؛ إذ الحصرُ مانِعٌ من حذف المحصور، ويَحتمل كونَ اللام في "الرؤيايا" (¬٤) لعهدٍ ذكريٍّ أو ذهنيٍّ، فلا يَحتاج لحذف الصفة.
ع:
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَد طَّرَقْتُ وَمُرْضِعٍ

البيتَ (¬٥)، وقولُه (¬٦):
إِذَا جَانِبٌ أَعْيَاكَ فَالْحَقْ بِجَانِبِ (¬٧)
أي: بجانبٍ آخَرَ، ومِنْ مُثُل س (¬٨): سِيرَ عليه ليلٌ، أي: طويلٌ (¬٩).
---------------
(¬١) حديث نبوي أخرجه مسلم ٤٧٩ (٢٠٨) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
(¬٢) أخرجها مسلم ٤٧٩ (٢٠٧) في بعض طرق الحديث المتقدم.
(¬٣) كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: لَتَنَاقَضَ.
(¬٤) كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: الرؤيا.
(¬٥) صدر بيت من الطويل، لامرئ القيس، وعجزه:
... فأَلْهيتها عن ذي تمائمَ مُحْوِل

طرقت: أتيت ليلًا. وسياق البيت في حذف النعت، لكن لم يتبيَّن لي وجه الاستشهاد به على ذلك، وفي قوله: "ومرضعٍ" شاهد على حذف الموصوف؛ لتقدُّم ذكره، والتقدير: ومثلِك مرضعٍ. ينظر: الديوان ١٢، وشرح المفضليات لابن الأنباري ٢٧، والمحكم ١/ ٤٠٦، وشرح التسهيل ٣/ ١٨٨، والتذييل والتكميل ١١/ ٣١٤، والمقاصد النحوية ٣/ ١٢٦٦.
(¬٦) لم أقف له على نسبة.
(¬٧) شطر بيت من الطويل، لم أقف له على تتمةٍ، وروي بلفظ: «إن أعياك جانب فالحقْ بجانب»، وهو مَثَلٌ يضرب في الأمر بالارتحال عند نُبُوِّ المنزل. ينظر: المستقصى ١/ ٣٧٢.
(¬٨) الكتاب ١/ ٢٢٠، ٢٢٦.
(¬٩) الحاشية في: ١٠٤، ونقل منها ياسين في حاشية الألفية ٢/ ٢٧ حديث الرؤيا فقط.

الصفحة 1001