كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

إِنَّ إِنَّ الكَرِيمَ يَحْلُمُ مَا لَمْ (¬١)؛

لكون الحرف على أكثرَ من حرفٍ، بل أكثرَ من حرفين، ولا ينقاس، خلافًا لابن هِشَامٍ الخَضْراويِّ (¬٢)، وللزَّمَخْشَريِّ (¬٣) (¬٤).
* قولُه: «غيرَ ما تحصَّلَ» البيتَ: استأثر الحرفُ الجوابيُّ عن الحرف غير الجوابيِّ بأمرين:
أحدهما: تأكيدُه والتأكيدُ به بغير شرط.
والثاني: أن الغالب تأكيدُه بمرادفه لا بلفظه، ذكر ذلك ابنُه (¬٥).
وإنما جاز فيها المعنى الأولُ؛ لشَبَهها بالأسماء في الاستقلال بأنفسها؛ أَلَا ترى أنه يقال: أقام زيدٌ؟ فتقول: نَعَمْ؛ فتقتصرَ عليها؟ فصارت كالمستقلة بمعناها، فأشبهت قولَك: زيدًا، في جواب: مَنْ ضربتَ؟ (¬٦)
* ع: «بَلَى» لإبطال نفيٍ محضٍ، نحو: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى} (¬٧)، أو مقرونٍ بهمزة التقرير، نحو: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} (¬٨)، أو منقوضٍ بـ"إِلَّا"، نحو: {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى [تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ] (¬٩) قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ
---------------
(¬١) صدر بيت من الخفيف، وعجزه:
... يَرَيَنْ مَنْ أجاره قد ضِيما
ينظر: شرح التسهيل ٣/ ٣٠٣، والمقاصد النحوية ٤/ ١٥٩٤.
(¬٢) ينظر: التذييل والتكميل ١٢/ ٢٢٥.
(¬٣) المفصل ١٣٨.
(¬٤) الحاشية في: ١٠٨.
(¬٥) شرح الألفية ٣٦٣.
(¬٦) الحاشية في: ١٠٨.
(¬٧) التغابن ٧.
(¬٨) الأعراف ١٧٢.
(¬٩) ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، وهو في الآية الكريمة.

الصفحة 1028