كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى} (¬١).
والإبطالُ في هذا النوع يكون باعتبار الانتفاء عن المستثنى منه؛ وذلك لأن التقدير: لن يدخل الجنةَ أحدٌ إلا مَنْ كان هودًا أو نصارى (¬٢).
ومضمر الرفع الذي قد انفصل ... أكِّدْ به كل ضمير اتَّصل

(خ ١)
* النِّيليُّ (¬٣): الضميرُ المؤكِّدُ يجب فصلُه؛ لتعذُّر ما يتصل به مع كونه تأكيدًا، تقول: زيدٌ ضربته إياه، ولو قلت: ضربته ضربته؛ التَبَس بباب البدل، وكذا: زيدٌ مررت به هو، وإن قلت: به به؛ كان بدلًا لا تأكيدًا (¬٤).
(خ ٢)
* فتقول: قمتُ أنا، وقمتَ أنت، وقاما هما، ورأيتني أنا، ورأيتك أنت، ورأيته هو، ومررت بي أنا، ورأيتك أنت، ومررت بك أنت (¬٥).
* قولُه: «أَكِّدْ به»: يريد أنك تؤكِّد به كلَّ ضمير اتصل، ولا تؤكِّد بغيره من الضمائر، أما المتصل فلتعذُّره، وأما المنفصلُ المنصوبُ فقالوا: إذا قلت: رأيتك إياك؛ كان "إياك" بدلًا لا تأكيدًا، نصَّ عليه أبو سَعِيدٍ (¬٦)، قال: وكأنك قلت: إياك رأيت، ولم يذكر الكافَ، قال: وقدَّرناه متقدِّمًا؛ لينفصل.
لكن اختار الناظمُ (¬٧) أن هذا تأكيدٌ لا بدلٌ، وأن الضمير لا يُبدل لا من ضميرٍ ولا من ظاهرٍ، فإذا حملت كلامَه هنا على مذهبه كان أَوْفقَ لك، وقد يُستدل عليه
---------------
(¬١) البقرة ١١١، ١١٢.
(¬٢) الحاشية في: ١٠٨.
(¬٣) التحفة الشافية ٩٤/ب، والصفوة الصفية ١/ ٧٧٥، بنحوه.
(¬٤) الحاشية في: ٢٣/ب.
(¬٥) الحاشية في: ١٠٨.
(¬٦) شرح كتاب سيبويه ٩/ ١٠٦.
(¬٧) شرح التسهيل ٣/ ٣٠٥.

الصفحة 1029