كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

رأي سيبويه أنه مشبه بتركيب الإضافة؛ إِذْ تَجوز فيه الإضافة، ولولا انعقاد الشبه بينهما ما جاز؛ ولأنهم شبَّهوه في إسكان ياء الأول بالممزوج (¬١).
- استحسن استدلال أبي علي الفارسي على أن ما كان على "فُعُل" فإنه يجوز في مفرده "فُعْل"، نحو: كُفْء، ويُسْر؛ بأنه لَمَّا كان يحصل بتقدير "فُعُل" الثِّقَلُ رُفِض "فُعْل" في الجمع (¬٢).
- علَّلعبدالقاهرالجرجاني بناء "قبلُ" و"بعدُ" على الحركةبأنه للتنبيه على أنه ليس عريقًا في البناء، بل عَرَض له عدمُ التمكُّن، وعدل عن قولهم: بني على الحركة؛ لئلا يلتقيَ ساكنان، فاستحسن ابن هشام تعليله؛ لأن ما علَّلوا به مفقود في "أوَّلُ"، وهما بابٌ واحد.
وعلَّل بناءهما على الضم بأنهأقوى الحركات، والموضعُ موضعُ الدلالة على التمكُّن، فاختير له أقوى الألفاظ، وصارت الضمة علمًا على هذا الحذف، وعدل عن قولهم: إنهما بنيا على الضم؛ لأنه حركة لا تكون له في الإعراب، فاستحسن ابن هشام تعليله؛ لأن ما علَّلوا به مفقود في "حسبُ" و"أوَّلُ"، وهما أيضًا بابٌ واحد (¬٣).
- فضَّل قولَ ابنِ الحاجِب في الكافية: «و"يا ابنَ أُمّ"، "يا ابنَ عَمّ" خاصةً مثلُ بابِ: يا غلام» على قول ابن مالك في الألفية:
وفتحٌ او كسْرٌ وحذف اليا استَمرّ ... في يابنَ أُمَِّ يابن عمَِّ لا مَفَرّ

لأن الأخير يعطي الجوازَ في نحو: يا غلامَ أخي (¬٤).
- ذكر تقدير أبي عَلِيٍّ الفارسي قول الشاعر:
وَقَدْ جَعَلَتْنِي مِنْ حزيمة إِصْبَعَا

بـ: ذا مقدارِ مسافةِ إصبعٍ، وتقدير ابن الناظم بـ: ذا مسافةِ إصبعٍ، ثم استحسن هذا
_________
(¬١) المخطوطة الثانية ١٨١.
(¬٢) المخطوطة الأولى ٣٤/ب.
(¬٣) المخطوطة الأولى ١٨/أ.
(¬٤) المخطوطة الأولى ٢٦/أ.

الصفحة 63