كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

أَبْيَضُ مِنْ أُخْتِ بَنِي إِبَاضِ (¬١)

فَغُفْلٌ مجهولٌ، غيرُ موسومٍ ولا معلومٍ.
وأما قولُ طَرَفَةَ:
إِذ (¬٢) الرِّجَالُ شَتَوا واسند (¬٣) أَكْلُهُمُ ... فَأَنْتَ أَبْيَضُهُمْ سِرْبَالَ طَبَّاخِ (¬٤)
فإنه لا يعني بـ"أَبْيَضَ" هنا صيغةَ المفاضلة، وإنما عَنَى به: الأبيضَ، فكأنه قال: فأنت واضِحُهم -أو: نقيُّهم- سِرْبَالَ طبَّاخِ.
ثم قال: وقد يُتَأَوَّلُ قولُ المُتَنَبِّي على أن "مِنْ" للتبعيض، أي: لَأنت أسودُ في عيني، ولَأنت ظلمةٌ من الظُّلَم، فيكونُ كبَيْت طَرَفَةَ.
ع: جَعَلَ "من الظُّلَمِ" خبرًا ثانيًا (¬٥).
* ع: بَقِيَ عليه من الشروط: وغير مستغنًى عنه بـ: ما أَفْعَلَه، وذلك نحو: أجاب، فقال (¬٦) -من القائلة-، وقَعَدَ، وجَلَسَ، وسَكِرَ، ونَامَ (¬٧).
وأَشْدِدَ اوْ أَشَدَّ أَو شِبْهُهُما ... يخلفُ ما بعضَ الشروط عدما
---------------
(¬١) بيتان من مشطور الرجز. ينظر: ملحقات الديوان ١٧٦، والأصول ١/ ١٠٤، وشرح القصائد السبع ١٤٣، والحجة ٥/ ٣٩، والتمام ٩٥، وما يجوز للشاعر في الضرورة ١١٥، ٣٣٧، والمحكم ٨/ ٢٠٣، والإنصاف ١/ ١٢١، والتذييل والتكميل ٧/ ٢٨٩، ١٠/ ٢٣٣، ومغني اللبيب ٩٠٦، وخزانة الأدب ١/ ١٥٦، ٨/ ٢٣٣.
(¬٢) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب ما في مصادر البيت وعند ياسين: إذا.
(¬٣) كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت وعند ياسين: واشْتَدَّ.
(¬٤) بيت من البسيط. شتوا: دخلوا في الشتاء، واشتد: صار شديدًا، وسِرْبال: قميص. ينظر: الديوان ١٥٠، والصحاح (ب ي ض) ٣/ ١٠٦٧، والإنصاف ١/ ١٢٠، والتبيين ٢٩٣، وشرح جمل الزجاجي ١/ ٥٧٨، وخزانة الأدب ٨/ ٢٣٠.
(¬٥) الحاشية في: ٨٩، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ١/ ٥٠٣ في باب "أَفْعَل" التفضيل -وهي به أليق-، ولم يعزها لابن هشام.
(¬٦) كذا في المخطوطة، والصواب: وقَالَ.
(¬٧) الحاشية في: ٨٨.

الصفحة 884