كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)
واحتَج الفارسي (¬١) بأنها إذا كانت معرفةً كانت ... (¬٢)، ولا صلةَ لها هنا.
فإن قلت: اجعل الصلةَ "هي" مع مبتدأٍ حُذف، فيكون نظيرَ: {مَثَلًا مَا بَعُوضَةٌ} (¬٣)، و: {تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنُ} (¬٤).
فالجوابُ: أنه شاذٌّ، فلا يُحمل عليه ما أجمع القُرَّاءُ عليه، وأيضًا فإن تقديره يكون مثلًا: فنِعِمَّا هو هي، أي: فنِعْمَ الذي هو الصدقةُ، وذلك يؤدي إلى عدم وجود المخصوص بالمدح.
فإن قلت: اجعله مثل: {نِعْمَ الْعَبْدُ} (¬٥).
فالجوابُ: أنه لم يتقدَّم هنا شيءٌ يدلُّ على مخصوصٍ غيرِ "الصدقات" فنقدِّرَه، وأيضًا فالسياقُ (¬٦) إنما هو في تفضيل الإخفاء والإظهارِ، لا في مدح الصدقات، فكما أن قوله: {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ} ليس هو لمدح الصدقة مطلقًا، بل لمدح إخفائها، كذا هذا إنما أريد به ... (¬٧) مدحُ إظهارها، وإن كان غيرُه أَوْلى منه؛ أَلَا تراه قال بعدُ: {فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}، فأتى بما يدلُّ على التفضيل؟ وإن كانت لفظةُ "خير" تأتي لضد الشر، لكنها هنا مع (¬٨) ما احتَفَّ بها مُؤنِسةٌ بالتفضيل.
وإذا ثبت (¬٩) هذا فاعلمْ أن قوله: {فَنِعِمَّا هِيَ} على حذف مضافٍ من
---------------
(¬١) الإغفال ٢/ ١٠٧ - ١١٠.
(¬٢) موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.
(¬٣) البقرة ٢٦، وهي قراءة رؤبة، وقيل: العجَّاج. ينظر: المحتسب ١/ ٦٤، وشواذ القراءات للكرماني ٥٦.
(¬٤) الأنعام ١٥٤، وهي قراءة يحيى بن يعمُر. ينظر: المحتسب ١/ ٢٣٤، وشواذ القراءات للكرماني ١٨١.
(¬٥) ص ٣٠.
(¬٦) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(¬٧) موضع النقط مقدار كلمة أو كلمتين انقطعتا في المخطوطة.
(¬٨) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(¬٩) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.