كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

المخصوص، أي: فنِعْمَ شيئًا إبداؤها، يدلُّ على ذلك المحذوفِ: قولُه: {وَإِنْ تُخْفُوهَا} الآيةَ، وإذا انتَفى أن (¬١) تثبت "ما" موصولةً ثبت أنها نكرة تامة، مثلُها في: ما أَحْسَنَ زيدًا، وينبغي أن يحمل عليه كلُّما (¬٢) جاء منه، نحو (¬٣)، وإن لم يأتِ فيه هذا الكلامُ.
هذا محصولُ قولِ أبي عَلِيٍّ في احتجاجه على مذهبه، مع زياداتٍ لم يذكرْها.
وقال الأستاذُ أبو عَلِيٍّ الشَّلَوْبِينُ (¬٤): هذا منه بناءٌ على أن "ما" لا تكون معرفةً إلا إذا كانت موصولةً، ونصَّ س (¬٥) على أنها تكون معرفةً في غير ذلك، قال في: ددققته (¬٦) دَقًّا نِعِمَّا، أي: نِعْمَ الدقُّ (¬٧).
قال الأستاذُ (¬٨): وقال ابنُ كَيْسَانَ (¬٩): إن "ما" في الآية زائدةٌ، وهي فاعل، وأجاز: نِعْمَ عبدُالله، قال: وهي بمنزلة "ذا" في "حبَّذا"، يزعم أنهما صِلَتان.
ع: وفي: نِعِمَّا صنعت خلافٌ غيرُ هذا (¬١٠).
(خ ٢)
* [«و"ما" مُمَيِّزٌ»]: عُزي إلى الأَخْفَشِ (¬١١)، وتَبِعه الزَّمَخْشَريُّ (¬١٢) وابنُ
---------------
(¬١) انقطعت في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.
(¬٢) كذا في المخطوطة مضبوطًا، والوجه: كلُّ ما؛ لأن "ما" موصولة.
(¬٣) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: نحوه.
(¬٤) حواشي المفصل ٤٨٤.
(¬٥) قاله في الكتاب ١/ ٧٣ في قولهم: غسلته غسلًا نعمَّا، أي: نعم الغسل.
(¬٦) كذا في المخطوطة، والصواب: دَقَقْته.
(¬٧) هذا التأويل للمبرد في المقتضب ٤/ ١٧٥.
(¬٨) حواشي المفصل ٤٨٣.
(¬٩) الموفقي ١٢١.
(¬١٠) الحاشية في: ٢١/ب.
(¬١١) معاني القرآن ١/ ٣٩.
(¬١٢) المفصل ١٧٧، ٣٢٧، والكشاف ١/ ٣١٦.

الصفحة 903