كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

* قال الصَّيْمَريُّ في "التَّبْصرة" (¬١): وإذا دخلت "ما" على "نِعْمَ" و"بِئْسَ" بطل عملُهما، وجاز أن يليَهما ما لم يكن يليهما قبل دخول "ما"، تقول: نِعْمَ ما أنت، وبِئْسَ ما صنعت، قال الله سبحانه: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} (¬٢)، ولم يَجُزْ قبل أن تدخل "ما" أن تقول: نِعْمَ أنت، ولا: بِئْسَ ما (¬٣) صنعت (¬٤).
* في "التَّسْهِيل" (¬٥): "ما" معرفة تامة، وفاقًا لسيبويهِ (¬٦) والكِسَائيِّ (¬٧)، لا معرفةٌ ناقصةٌ، خلافًا للفَرَّاء (¬٨)، ولا نكرةٌ مميّزةٌ، خلافًا للزَّمَخْشَريِّ (¬٩)، [وللفارِسيِّ (¬١٠) قولان، كقولَيْ الفَرَّاءِ والزَّمَخْشَريِّ] (¬١١).
وفي "شرحه" (¬١٢): جَعَل السِّيرَافيُّ (¬١٣) مثلَ "نِعْمَ ما" في تمام "ما" وتعريفِها: إنِّي ممَّا أَنْ أفعلَ، أي: من الأمر أَنْ أفعلَ.
ويؤيِّده: أن المجرور المخبَرَ به عن مبتدأٍ لا يكون بالاستقراء إلا معرفةً أو نكرةً
---------------
(¬١) التبصرة والتذكرة ١/ ٢٧٩.
(¬٢) البقرة ٩٠.
(¬٣) كذا في المخطوطة، والصواب ما في التبصرة وعند ياسين بحذفها، وبه يستقيم التمثيل.
(¬٤) الحاشية في: ٩٢، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ١/ ٤٩٢، ولم يعزها لابن هشام.
(¬٥) ١٢٦.
(¬٦) الكتاب ١/ ٧٣.
(¬٧) ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٥٧.
(¬٨) معاني القرآن ١/ ٥٧.
(¬٩) المفصل ١٧٧، ٣٢٧، والكشاف ١/ ٣١٦.
(¬١٠) البغداديات ٢٥١، والحجة ٢/ ٣٩٩، والحلبيات ١٨٤، وكتاب الشعر ٢/ ٣٨١، والشيرازيات ٢/ ٤٨٩.
(¬١١) ما بين المعقوفين جاء في المخطوطة بعد قوله في آخر الحاشية نقلًا عن شرح الكافية الشافية: «قال س ونصه»، وموضعه هنا؛ لأنه من تتمَّة كلامه في التسهيل، وقد اضطرب الناسخ في نقل هذه الحاشية بالتقديم والتأخير في موضع آخر سيأتي.
(¬١٢) شرح التسهيل ٣/ ١٢، ١٣.
(¬١٣) شرح كتاب سيبويه ١١/ ٨١.

الصفحة 905