كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)
تعالى: {بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} (¬١).
ع: الظاهر أن "ساء" هنا ليست من هذا؛ بدليلِ أنَّ "المرتَفَق" مذكرٌ، والفعلَ مؤنثٌ، وإنما الضمير عائدٌ على ما تقدَّم (¬٢).
* قولُه: «ساء»: ع: كان يغني عنه: «واجعلْ "فَعُلَا"» البيتَ؛ لأن "ساء" "فَعُلَ".
ذكر في "شرح العُمْدة" (¬٣) أن "فَعُلَ" يخالف "نِعْمَ" و"بِئْسَ" بأمور:
أنه متضمِّن معنى التعجُّب.
الثاني: أنه يجوز جرُّ فاعلِه بالباء الزائدة، وهذا الوجه ناشئٌ عن الأول.
الثالث: أنه يجوز مجيئُه بغير "أَلْ".
الرابع: أنه يجوز عودُه إذا كان مضمرًا على ما قبله.
والرابع (¬٤): مجيئه مطابقًا لمفسِّره.
ع: هذا معنى كلام شرحِه، وإيضاح (¬٥) وتقسيمُه.
وفي نصِّ "العُمْدة" (¬٦): ويُلحَق بـ"بِئْسَ": ساء، وبها وبـ"نِعْمَ": "فَعُلَ"، بوضعٍ أو تحويلٍ عن "فَعَلَ" و"فَعِلَ"، ويكثر انجرارُ فاعلِه بالباء، وتجرُّدُه من "أَلْ"، وإضمارُه على وفق ما قبله (¬٧).
* [«"فَعُلَا"»]: ع: ينبغي أن يُستثنى من هذا: ما عينُه أو لامُه ياءٌ، وهذا -وإن
---------------
(¬١) الكهف ٢٩.
(¬٢) الحاشية في: ٩٣، ونقلها ياسين في حاشية الألفية ١/ ٤٩٦.
(¬٣) شرح عمدة الحافظ ٢/ ١٨٦، ١٨٧.
(¬٤) كذا في المخطوطة، والصواب: والخامس.
(¬٥) كذا في المخطوطة، ولعل الصواب: وإيضاحه.
(¬٦) ينظر: شرح عمدة الحافظ ٢/ ١٨٤.
(¬٧) الحاشية في: ٩٣.