كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

وَحَبَّذَا نَفَحَاتٌ مِنْ يَمَانِيَةٍ (¬١)

وأما مَنْ قال بأن "حبَّذا" فعلٌ فلا إشكالَ في وجوب تأخير الفاعل عن فعله (¬٢).
ومَا سِوَى ذا ارْفَعْ بحبَّ أَو فَجُرْ ... بالبا ودونَ ذا انضِمامُ الحا كَثر

(خ ٢)
* قولُه: «انضِمامُ الحا كَثُرْ»: وكذا كلُّ فعلٍ على "فَعُلَ" إذا ضمِّن معنى التعجب يجوز فيه هذا النقلُ، قال (¬٣):
حُسْنَ فِعْلًا لِقَاءُ ذِي الثَّرْوَةِ المُمْـ ... ـلِقَ بِالبِشْرِ وَالعَطَاءِ الجَزِيلِ (¬٤)

فلو خلا من معنى التعجب جاز إسكانُ عينِه، ولم يَجُزْ ضمُّ فائِه، كقوله (¬٥):
يَا فَضْلُ يَا خَيْرَ مَنْ تُرْجَى نَوَافِلُهُ ... قَدْ عَظْمَ لِي مِنْكَ فِي مَعْرُوفِكَ الأَمَلُ (¬٦)

وحكى الكِسَائيُّ (¬٧): مررت بأبياتٍ جَادَ بهنَّ أبياتًا، وجُدْنَ أبياتًا.
وفي نصِّ "العُمْدة" (¬٨): ويَشْرَكُها في النقل وجرِّ الفاعل كلُّ فعلٍ على "فَعُلَ"
---------------
(¬١) صدر بيت من البسيط، لجرير، وعجزه:
... تأتيك من قِبَل الرَّيَّان أحيانا
يمانية: الرياح الجنوبية. ينظر: الديوان بشرح ابن حبيب ١/ ١٦٥، والكامل ٢/ ٩٥٣، والصحاح (ح ب ب) ١/ ١٠٦، وإسفار الفصيح ١/ ٣٦٨، والتذييل والتكميل ١٠/ ١٥٤، ومغني اللبيب ٧٢٥.
(¬٢) الحاشية في: وجه الورقة الملحقة بين ٩٢ و ٩٣.
(¬٣) لم أقف له على نسبة.
(¬٤) بيت من الخفيف. المملِق: المفتقر، كما في: القاموس المحيط (م ل ق) ٢/ ١٢٢٥. ينظر: شرح التسهيل ٣/ ٢٨، والتذييل والتكميل ١٠/ ١٧٤.
(¬٥) لم أقف له على نسبة.
(¬٦) بيت من البسيط. ينظر: شرح عمدة الحافظ ٢/ ١٩٣.
(¬٧) ينظر: معاني القرآن للفراء ١/ ٢٦٨، ومجالس ثعلب ٢٧٣.
(¬٨) ينظر: شرح عمدة الحافظ ٢/ ١٨٨.

الصفحة 925