كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

* ممَّا شذَّ في التفضيل: قولُ ذي الرُّمَّة:
بِأَضْيَعَ مِنْ عَيْنَيْكَ لِلْمَاءِ كُلَّمَا ... تَوَهَّمْتَ رَبْعًا أَوْ تَذَكَّرْتَ مَنْزِلَا (¬١)

وقولُ عُمَر رضي الله عنه فيما كَتب به إلى عُمَّاله: «إنَّ أَهَمَّ أمرِكم عندي الصلاةُ، مَنْ حَفِظَها وحافظ عليها حَفِظَ دينَه، ومَنْ ضيَّعها فهو لِمَا سِوَاها أَضْيَعُ» (¬٢).
قال ابنُ السِّيدِ (¬٣): هكذا رُوي هذا الحديثُ، وكان الوجهُ أن يقال: أشدُّ ضَيَاعًا، أو: إضاعةً؛ لأن الفعل الزائد على ثلاثة أحرفٍ لا يُبنى منه "أَفْعَلُ"، وقد أجازه س (¬٤) فيما كان أوَّلُه الهمزةَ خاصةً (¬٥).
(خ ٢)
* قولُه: «صُغْ» البيتَ: أي: صُغْ "أَفْعَلَ" للتفضيل من كل شيءٍ صِيغَ للتعجُّب، أي: صِيغَ منه "أَفْعَلَ"، و"أَفْعِلْ" للتعجُّب، فيقال: هو أَضْرَبُ، وأَعْلَمُ، وأَحْسَنُ، كما يقال: ما أَضْرَبَه، وأَضْرِبْ به، و: ما أَحْسَنَه، وأَحْسِنْ به، و: ما أَعْلَمَه، وأَعْلِمْ به.
والقائمُ مَقامَ فاعلِ: «مَصُوغٍ» قولُه: «منه» (¬٦).
* قولُه: «"أَفْعَلَ"»: وشذَّ: خيرٌ وشرٌّ، باطِّرادٍ، و: حَبّ، بندورٍ في قوله (¬٧):
---------------
(¬١) بيت من الطويل. ينظر: ملحق الديوان ٣/ ١٨٩٨، ومجالس ثعلب ٣٤٥، وأمالي القالي ١/ ٢٠٨، وشرح جمل الزجاجي ١/ ٥٨٠.
(¬٢) أخرجه مالك في الموطأ ص ٦.
(¬٣) مشكلات موطأ مالك بن أنس ٣٩.
(¬٤) الكتاب ١/ ٧٣.
(¬٥) الحاشية في: ٢٢/أ.
(¬٦) الحاشية في: وجه الورقة الملحقة بين ٩٦ و ٩٧.
(¬٧) هو الأَحْوَص.

الصفحة 929