كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

اِبْعَدْ بَعِدتَّ بَيَاضًا لَا بَهَاءَ لَهُ ... لَأَنْتَ أَسْوَدُ فِي عَيْنِي مِنَ الظُّلَمِ (¬١) (¬٢)

* قولُه: «وَأْبَ الَّذْ (¬٣) أُبِي»: قالوا: وما شذَّ ثَمَّ شذَّ هنا، كقول الراجز (¬٤):
يَا لَيْتَنِي مِثْلُكِ فِي البَيَاض
مِثْلُ الغَزَالِ زِينَ بِالخِضَاضِ (¬٥)
قَبَّاءُ ذَاتُ كَفَلٍ رَضْرَاض
أَبْيَضُ مِنْ أُخْتِ بَنِي إِبَاض
جَارِيَةٌ فِي رَمَضَانَ المَاضِي
تُقَطِّعُ الحَدِيثَ بِالإِيمَاضِ (¬٦) (¬٧)
* سأل الزَّمَخْشَريُّ (¬٨) في قوله: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا} (¬٩) سؤالين:
الأول: أن الكافرين لا ثوابَ لهم، وهذا الكلام يقتضي أن لهم ثوابًا.
---------------
(¬١) بيت من البسيط، تقدَّم في باب التعجب.
(¬٢) الحاشية في: ٩٤.
(¬٣) كذا في المخطوطة، والوجه: اللذْ.
(¬٤) نسب لرُؤْبة بن العجَّاج.
(¬٥) كذا في المخطوطة مضبوطًا بكسر الخاء، وهو ضبطٌ نقله البغدادي عن ابن السيد في الحُلَل في شرح أبيات الجمل، ولم أقف عليه في مطبوعتَيْه، والذي في القاموس المحيط (خ ض ض) ١/ ٨٦٨ أنه كـ: سَحَاب.
(¬٦) أبيات من مشطور الرجز، تقدَّم بعضها في باب التعجب. كَفَل: عَجُز، كما في: القاموس المحيط (ك ف ل) ٢/ ١٣٩٠، والخضَاض: اليسير من الحُلِيّ، وقَبَّاء: ضامرة البطن، ورضراض: كثير اللحم. ينظر: الحُلل في شرح أبيات الجمل ٩٤ (ت. الناصير)، ٨٤ (ت. مراد)، والتذييل والتكميل ١٠/ ٢٣٣، وخزانة الأدب ٨/ ٢٣٣.
(¬٧) الحاشية في: ٩٤.
(¬٨) الكشاف ٣/ ٣٨.
(¬٩) مريم ٧٦.

الصفحة 932