كتاب حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

وأجاب بأنه كأنَّه قيل: ثوابُهم النارُ، على طريقة قولِه (¬١):
..................... ... فَأُعْتِبُوا بِالصَّيْلَمِ (¬٢)

وقولِه (¬٣):
تَحِيَّةُ بَيْنِهِمْ ضَرْبٌ وَجِيعُ (¬٤)

وقولِه (¬٥):
شَجْعَاءَ جِرَّتُهَا الذَّمِيلُ تَلُوكُهُ ... أُصُلًا إِذَا رَاحَ المَطِيُّ غِرَاثَا (¬٦)

ع: الشَّجَعُ في الإبل: سرعةُ نَقْلِ القوائم (¬٧)، والغِرَاثُ: الجِيَاع (¬٨). انتهى.
قال: ثم بُني عليه: "خيرٌ ثوابًا"، وفيه ضَرْبٌ من التهكُّم.
---------------
(¬١) هو بشر بن أبي خازم.
(¬٢) بعض بيت من الكامل، وهو بتمامه:
غَضِبتْ تَمِيمٌ أَنْ تُقَتَّلَ عامرٌ ... يومَ النِّسَار فأُعْتِبُوا بالصَّيْلَم
أُعْتِبوا بالصَّيْلم: أُرْضُوا بالاصطلام، وهو الأمر المُفنِي المستأصل. ينظر: الديوان ١٨٠، والمفضليات ٣٤٦، وعيون الأخبار ٣/ ٣٦، وتهذيب اللغة ٢/ ١٦٥، ١٢/ ١٣٩.
(¬٣) هو عمرو بن معدي كَرِبَ.
(¬٤) عجز بيت من الوافر، وصدره:
وخَيْلٍ قد دَّلفتُ لها بخيلٍ ... ...
وجيع: موجع. ينظر: الديوان ١٤٩، والكتاب ٢/ ٣٢٣، ٣/ ٥٠، ومعاني القرآن للأخفش ١/ ١٣٤، والمقتضب ٢/ ٢٠، وشرح جمل الزجاجي ٢/ ٢٦٦، وخزانة الأدب ٩/ ٢٥٧.
(¬٥) هو أبو تمَّام.
(¬٦) بيت من الكامل. شَجْعَاء: ناقة نشيطة، وجِرَّتها: ما تجترُّه من جوفها، والذَّمِيل: السير السريع، وتلوكه: تمضغه، وأُصُلًا: عشيةً. الشاهد: جَعْله السرعة في المشي متناوَلًا لها، مبالغةً في قوَّتها، وجَعْله الجوع مستعارًا للضعف والبطء في غيرها. ينظر: الديوان بشرح التبريزي ١/ ٣١٥، وبشرح الأعلم ٢/ ١٦٥.
(¬٧) ينظر: العين ١/ ٢١٠، والصحاح (ش ج ع) ٣/ ١٢٣٥.
(¬٨) ينظر: جمهرة اللغة ١/ ٤٢٢، وتهذيب اللغة ٨/ ١٠١.

الصفحة 933